يارا وزهرة الصبّار
"يارا" وزهرة الصبار
معلمة العلوم: كانت حصة ممتعة معكن يا بنات ...عرفنا خلالها كيف هي طريقة الزراعة وماذا يلزم النباتات لكي تنمو بشكل صحيح ... في الحصة القادمة أريد من كل واحدة منكن إحضار نبتة تختارها هي وتحدثنا عنها وعن سبب اختيارها لها.
الطالبات: حسنا يا معلمة.
ترجع يارا إلى البيت مسرورة وتتحدث مع والدتها: ماما، كانت حصص اليوم كلها ممتعة لكن حصة العلوم أكثرها متعة ...عالم النباتات عالم جميل ... النباتات مثلنا تبدأ صغيرة ثم تكبر. لقد طلبت منا المعلمة أن نختار نبتة، يا ماما، ونحضرها للمدرسة ونتحدث عنها ونبدأ بالاهتمام بها، وأنا قرأت كتاب النبات هذا الذي احضرتِه لي من المكتبة وأحببت زهرة الصبار، وجدت أنها متميزة في كثير من الأمور ومختلفة، فهل يمكن أن نشتريها اليوم، يا ماما؟
الأم: بالطبع يا عزيزتي، وسنقوم كذلك بتزيين الأصيص لها.
في محل النباتات:
يارا: المكان جميل! مليء باللون الأخضر، وهناك العديد من الورود الملونة كذلك...انظري ماما... تلك هي الصبارة... أريد تلك الصغيرة هناك.
في المنزل:
يارا: أنا سعيدة جدا! تبقى الآن تزيين الأصيص. إنني متأكدة أن معلمتي وصديقاتي في الفصل سيحببنها جدا. كم أنا متحمسة ليوم الغد!
في اليوم التالي:
المعلمة: فتياتي الصغيرات هل أحضرتن النباتات؟
الطالبات: نعم.
المعلمة: فلتاتِ كل واحدة بنبتتها وتخبرنا ما اسمها ولمَ اختارتها...هيا يا سمين، ماذا لديك هنا؟
ياسمين: نبتتي هي زهرة الياسمين، واسمي مأخوذ منها، وهي زهرة لها شكل جميل ورائحة زكية.
المعلمة: لطيف يا ياسمين. وأنت يا نوف؟
نوف: اخترت الريحان لأن له لون جميل ورائحة زكية.
المعلمة: جميل اختيارك يا نوف. وأنت يا يارا؟
يارا: اخترت نبتة الصبار؛ شكلها مميز جدا، ولو انشغل عنها صاحبها ونسي أن يسقيها بالماء فإنها تتحمل وتعيش لمدة بدونه. أرى أنها صبورة ووفية، وأنا كذلك، الجميع يقولون إنني صبورة ووفية.
المعلمة: كلامك جميل! واختيارك لنبتتك بدقة وعمق، وربطك صفاتها بصفاتك أحببته جدا! فعلا أنت مميزة.
يارا: شكرا معلمتي!
بعد انتهاء الحصة تتوجه فتاتان، هما سارة وندى، إلى يارا وتسألانها بتهكم:
سارة: تقولين إن نبتتك جميلة، أين الجمال في هذه الأيدي التي تشبه الاخطبوط!
ندى: هي تقول إنها تشبهها، فعلا انظري لتلك الأشواك على النبتة تشبه شعرها كثيرًا.
فضحكت سارة وندى أيضًا.
ترد يارا: أنا احببتها، وهذا يكفي.
سارة: احببتِها لكنها ليست جميلة الشكل كما تقولين.
عادت يارا إلى المنزل حزينة غاضبة، وتوجهت لمرآتها وبدأت تحدث نفسها: منذ الغد سأسرح شعري ليصبح ناعما، لا أريد أن يكون مشابها لأشواك الصبار، لا أريد أن يسخر مني أحد.
وأخذت يارا تتأمل نفسها أكثر وتتساءل: هل شعري فعلا يشبه أشواك الصبار؟ لكنني أراه ملفوفا جميلا ويناسب وجهي. هل سأجعل كلام سارا وندى يؤثر فيّ ويجعلني أتغير؟ لماذا هذا الحزن والغضب؟ هل نسيت مديح معلمتي وصديقاتي؟
تنهدت يارا ثم قالت: أنا جميلة هكذا، وأحب شعري الذي خلقني الله به، وكثيرون يحبونني ويثنون على ذكائي وأخلاقي. لن اسمح لكلام سلبي غير صحيح أن يؤثر فيّ مرة أخرى. حتى نبتتي، زهرة الصبار، أنا اخترتها وأنا من قلت إنها تشبهني في الصبر والوفاء، لذلك سأهتم بها وأحبها أكثر وسأسميها يارا.
النهاية.