في تلعثمي تميّز

not_found

(في تلعثمي تميّز)

 

          أأنا م م مشاري، من فصيلة طيور الكناري. أقوم بتوضيب حقيبتي لأنني غدًا صباحا س سأغادر عشي الصغير وإلى المدرسة سأطير. في البداية كنت خائفًا ف ف فلأول مرة سأكون في مكان ما وحدي دون أمي وأبي. يا ترى كيف هو شكل المدرسة؟ وما هو ذلك الصف الذي ت ت تتحدث عنه أمي؟ وهل سأجد هناك اجوبة لأسئلتي الك ك كثيرة؟ وماذا عن الطيور الصغيرة هناك؟ وهل سن ن نلعب معا لعبة "الغميمة" أم لعبة الكرة؟ وكيف سأودع ماما كل صباح وابتعد عن العش وأسرتي وس س سريري الذي عليه أرتاح؟

لكن ماما قالت لي:

أتفهّم خوفك يا مشاري... مررت به وأنا في مثل عمرك عند أول يوم لي في المدرسة، ثم وجدت المدرسة مكانا جميلا وتعرفت فيه على كثير من الصديقات. وأنا واثقة أنك في المدرسة ستكون سعيدا؛ ففيها ستتعلم كل ما يفيد، والمعلمة وأصدقاؤك سيكونون أسرتك الثانية، وستتعرفون معًا على الكثير من الأشياء وتلعبون، وفي نهاية الوقت المحدد ستعود للعش وتحكي لنا كل ما فعلته وتعلمته خلال اليوم.

 

في صباح اليوم التالي:

الأم: هيا يا مشاري حان وقت الذهاب إلى المدرسة. فطورك على الطاولة، وبعد مدة سيبدأ طابورك الصباحي... فهيا استعد.

في المدرسة:

دخلت مع م ماما من بوابة كبيرة وذهبنا الى معلمتي. ك كانت طيبة ولطيفة، ووزعت علينا الحلوى وهي مبتسمة، وع ع عرفتنا بنفسها.

 

المعلمة:

اسمي دانية، أنا من فصيلة طيور الحمام وسأكون معلمتكم في هذا الصف يا أبطال، وسنقضي معا وقتا ممتعا: ندرس ونلعب. وبعد أن عرّفتكم بنفسي، الآن الدور عليكم لتعرفوني بأنفسكم:

اسمي أحمد وأنا من فصيلة النسور

اسمي عمر وأنا من فصيلة طيور النورس

اسمي سامي وأنا من فصيلة طيور الببغاء

اسمي مهند وأنا طائر هدهد

اسمي مم م مشاري وأنا ط ط طائر ك ك كناري

بدأ الفصل بالضحك

يقول أحمد:

 سمعتم كيف يقول اسمه؟ كرر حرف الميم والطاء عشر مرات، وكأنه رجل آلي!

وقال سامي:

 أعد نطق اسمك مرة أخرى. إنك تقوله بشكل مضحك جدّا... تستغرق فيه ساعتين.

ثم انفجر الجميع بالضحك...

مشاري:

ص ص صمتُّ و و لم أستطع التحدث و ولا الدفاع ع ع عن نفسي... خ خفت أن يسخروا مني أكثر

لكن المعلمة ردت عليهم بحزم وقالت:

من الخطأ أن تتحدثوا مع صديقكم بهذه الطريقة! عليكم أن تحترموا بعضكم وألّا يسخر أحدكم من الآخر... تفضلوا بالجلوس: كلٌّ في مكانه المخصص!

مشاري:

ح حزنت ك ك كثيرا و وشعرت بالضيق! وي يبدو أنه لن يكون ل لدي صديق.

انتهى وقت المدرسة ولمنزلي عدت

استقبلتني أمي فرحة وسألتني

الأم:

 كيف كانت المدرسة اليوم أخبرني؟

رددت عليها:

 أمي... أنا أشعر بالحزن ك ك كثيراً   و و أريد البكاء. ل لماذا ص نطقي مختلف عن ب باقي الطيور الصغيرة؟ كلها ت تتحدث بطلاقة وصوت جميل، إلا أنا أكرر ال ح حروف وأتلعثم! أنت وأبي وإخوتي تتحدثون م م معي وتستمعون لي، ل لكن ف في الفصل ك كلهم كانوا ي يسخرون.

الأم:

 عزيزي... أنا أراك أجمل الطيور!

 أتفهّم شعورك بالحزن والألم لسخريتهم منك، لكني أريدك قويا تحب نفسك. وهُم عليهم أن يتقبلوك كما أنت...

أرِهم كيف تُركِّب المكعبات بسرعة وكيف تتقلب في الهواء برشاقة وكيف ترسم بمهارة.

مشاري:

ل ل لكن أمي لا لا أريد الذهاب للمدرسة غداً... أخشى أن يسخروا مني مرة أخرى

الأم:

أتفهّم حزنك ورغبتك هذه، لكن الطيور القوية تواجه الصعاب بشجاعة.

مشاري:

ك ك كلام أمي ش شجعني   وأخذت أفكّر فيه

 نعم أنا متميز في أمور عدة: أأأجيد الطيران والتشقلب ب بخفة و و دائما ا أسبق أبي وإخوتي، وكذلك أنا ب بارع ف في حل الألغاز...

سأحاول أن ا أكون قويا و و أريهم أن ف في تلعثم كلامي تميّز، وأني لست أقل منهم في شيء.

في صباح اليوم التالي:

سامي:

انظروا ها قد أتى م م م م مشاري ههههه

أحمد:

ص ص ص باح الخير يا مم مشاري ههههه

مشاري:

هنا ق قررت أن أرد ب بقوة:

ت توقفوا عن هذه السخرية و و عليكم أن تتقبلوني و و طريقة كلامي!

ش ش شعرت بالحزن بالأمس بسبب ضحككم عليّ، لكن لن ا أسمح لكم اليوم بهذا. و و إن ت تكرر ذلك سأخبر المعلمة وسيكون هناك عقاب، أنا لدي الكثير من القدرات والمواهب وأنا فخور بنفسي! انظروا لي الآن وأنا احلق عاليا وأتقلب…

شعرت بالسعادة وأنا أرد بثقة وأرى صمتهم وذهولهم من مهاراتي! وعرفت أنه ما كان ينبغي لي أخجل من نفسي؛ فالتلعثم ليس ذنبًا. أنا قوي وواثق بنفسي ولن أرضَ بسخرية وسأدافع عن نفسي.

النهاية.

آخر القصص