زياد وسخرية الأولاد

زياد وسخرية الأولاد
والد زياد: هيا يا زياد سنتأخر على موعد استلام نظارتك الجديدة.
زياد: أنا قادم يا أبي.
زياد ولد يحبه الجميع؛ فهو ظريف ونشيط. ومنذ فترة أصبحت عيناه تؤلمانه ولا يستطيع المشاهدة والقراءة جيدا، ودائما يشعر بصداع. أخذه والده إلى الطبيب وقال الطبيب إنه بحاجة إلى نظارة، واليوم هو موعد استلامها.
في المحل:
والد زياد: كيف ترى الآن؟ يا لها من نظارة جميلة! إنها تلائم وجهك كثيرا.
زياد: نعم إني أرى الآن بوضوح ولكني أشعر أن شكلي تغير قليلا.
والد زياد: لأنك لم تتعود عليها بعد. هيا بنا نعود إلى المنزل لترى أمك وإخوتك نظارتك الجديدة
في المنزل:
الأم: أهلا ... أهلا ... تبدو رائعا يا زياد!
زياد: شكرا أمي!
الأم: هيا، أدِّ واجباتك لتنام، فغدا لديك مدرسة.
في المدرسة:
دخل زياد الفصل فبدأ مجموعة من الأولاد يضحكون.
علي: زياد لقد أصبح شكلك غريبا ومضحكا.
عبد العزيز: تعال واجلس هنا يا ذا العيون الأربعة. هذا سيكون اسمك الجديد.
ماجد: هههههه ذو العيون الأربعة! يليق به كثيرا هذا الاسم الآن.
بدأ زياد يشعر بالغضب والاحراج فخلع نظارته وأكمل يومه الدراسي بدونها.
في نهاية اليوم وحينما ركب السيارة:
زياد: السلام عليكم ورحمة الله يا أبي.
الأب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أين نظارتك؟
زياد: إنها في الحقيبة ولا أريدها مرة أخرى. هناك أولاد سخروا من شكلي وأخذوا ينادونني بذي العيون الأربعة بسببها.
الأب: لكنك تحتاجها وشكلك كان جميلا بها.
زياد: لا أريدها، وإلا لن اذهب إلى المدرسة.
في المنزل وبينما زياد جالس في غرفته، دخل عليه والده وبيده عدد من الصور:
الأب: زياد أنظر هذه الصور جيدا ... ماذا ترى؟
زياد: أرى هنا شخصا يبدو طبيبا وآخر يبدو مهندسا، وهذا يكرم بجائزة، وتلك بومة.
الأب: حسنا يا زياد كل الصور هذه لعلماء أثروا في حياة الناس باختراعاتهم واكتشافاتهم. كلهم مختلف في شكله لكن هناك شيء مشترك بينهم وتلك البومة، أريدك أن تكتشفه.
تأمل زياد الصور فظهر له أن الشيء المشترك هو النظارة...
زياد: كلهم يرتدون نظارة
الأب: صحيح. انظر إليهم كم هم فخورون بأنفسهم! هل تعلم أن النظارة هي رمز للثقافة والحكمة في كثير من القصص والرسومات، ولذلك يرسمون البومة ترتديها. ثم أريد أن أسألك سؤالًا: هل أنت تمتلك أربعة أعين؟
زياد: لا.
الأب: إذن لماذا تغضب من شيء غير صحيح. ثم إنك تستخدمها لأنك تحتاجها. هي مهمة لعينيك.
زياد: أخبرك شيئا أبي... برغم انزعاجي مما قالوه لكن في الحقيقة كانت عيني مرتاحة بها وكنت أرى بشكل أفضل.
الأب: ماذا كنت تتمنى حينما تكبر يا زياد؟
زياد: أحلم أن أصبح صيدليا يصنع العقاقير ويساهم في شفاء الناس.
الأب: كيف ستصبح صيدليا إذا لم تهتم بصحتك وسلامة عينيك؟
زياد: تعلم يا أبي... كنت مخطئا في أنني لم أدافع عن نفسي وخلعت النظارة عند سخريتهم. منذ الغد من سيسخر سأرد عليه ولن أسمح لأحد أن يناديني بغير اسمي. وأنت يا نظارتي ستصبحين صديقة زياد الظريف.
- النهاية.