هل طفلك آمن إلكترونياً؟
هل طفلك آمن إلكترونياً؟
دليل الآباء لمواجهة مخاطر الإنترنت والفيسبوك والهواتف الجوالة ووسائل الإعلام الجديدة الأخرى
تأليف: باميلا ويتبي
الناشر: مكتبة جرير
مقدمة:
إن التطورات في عالم التكنولوجيا تحدث بشكل يومي وسريع في كافة أنحاء العالم، ونتيجة لها تتغير معالم كثير من النواحي في حياتنا (في العمل والتعليم والمجتمع)، وتؤثر بشكل خاص على الأجيال الناشئة. فاليوم يبلغ متوسط عمر الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت خمس سنوات، وهنا تكمن المخاطرة في قابلية التنمر عليهم إلكترونيّا ومحاولة استغلالهم إباحيا والتحرش بهم، وما إلى ذلك من اضطرابات ناجمة عن شبكات التواصل الاجتماعي. فهل يعلم الأطفال كيف يستخدمون هذه التكنولوجيا بشكل آمن؟ وهل يعرف الآباء تلك المخاطر التي تهدد أبناءهم! وهنا يتضح أن التواصل مع الأطفال فيما يتعلق بالبقاء أمنيين على الإنترنت هو أكثر الأدوات فاعلية وقوة لحمايتهم.
ورغم ميل الآباء إلى الاعتقاد ببراءة أطفالهم، تشير الدراسات إلى مشاهدة الأطفال لصور إباحية وتعرفهم على أشخاص غرباء عبر الإنترنت؛ ما يشير إلى احتمالية خسارة الأطفال لمزايا هذه التكنولوجيا الجديدة إذا لم يهتم الآباء بإرشادهم وحمايتهم.
الجزء الأول: المخاطر والخرافات – تبيان الحقائق:
إن بلورة المخاطر التي تواجه الأطفال يساعد الآباء في الحفاظ على أمن أطفالهم، إذ يجب عدم المبالغة في تقدير المخاطر وفي نفس الوقت عدم الاستخفاف بها.
- التهديدات الخارجية: الاستغلال الإباحي للأطفال والمحتوى غير الأخلاقي، وهو سلوك يقوم به شخص يشتبه في أنه يسيء جنسياً للأطفال، منهم "المشتهي للأطفال" الذي يهتم بغير البالغين، بينما "المعتدي جنسياً" يهتم بالأطفال البالغين وهو من يجب القلق منه لأنه يدفع الأطفال إلى التعاون معه بإظهاره الاهتمام بهم.
وبعض المستغلين يكتفي بالحصول على صور لتبادلها مع أقرانه من المعتدين. والطفل الذي ينشأ في عائلة مفككة هو الأكثر احتمالية للوقوع ضحية هذه الممارسات التي تأخذ أشكالاً عدة مثل إغواء الطفل للقيام بأفعال جنسية، أو إغوائه لمشاهدة أفعال جنسية، أو تواصل مشكوك فيه عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
على الإنترنت لا توجد خطوط فاصلة، فقد تظهر الإعلانات والمواد الإباحية في أي مكان، وقد ترسل بدون تمييز إلى حسابات البريد الإلكتروني والهواتف المحمولة، وهذه المواد الإباحية تعطي الأطفال صوراً غير واقعية عن ماهية العلاقات الحميمية.
- سلوك المخاطرة: وهو ما يسببه الأطفال من مخاطر لأنفسهم، بدءًا من نشر المراهقين صوراً لأنفسهم مثيرة، أو إرسالهم رسائل خادشة للحياء والاشتراك في غرف المحادثات القائمة على كاميرات "الويب"، بالإضافة إلى مشاركة المعلومات الشخصية مع أشخاص لا يعرفون عنهم إلا القليل.
إن الطفل قابل للتعرض للتنمر والاعتداء الإلكتروني؛ لغياب الوعي واختلال توازن القوى.
- المستهلكون من الأطفال ومخاطر الإعلانات: لا مفر من مشاهدة الإعلانات على الانترنت، من إعلانات بسيطة إلى محتويات غير قانونية وفيروسات خبيثة. وتعرض الأطفال لهذه الإعلانات يشكل ضغطاً كبيراً عليهم لأن أصحاب الإعلانات يستخدمون آليات مختلفة لجذب الأطفال لشراء لعبة أو تجربة شيء ما يغريهم، فالنوافذ المنبثقة والشريط الإعلاني أصبحت جزءاً من كل المواقع والألعاب الإلكترونية على الإنترنت.
وبقدر خطورة تأثير الإعلانات على العادات الشرائية للأطفال، ينبغي القلق من إمكانية استخدام بطاقات الائتمان دون معرفة الآباء ودون تأكد من درجة الأمان على تلك المواقع.
ومن المخاطر أيضًا أن الأطفال غير واعين بقانونية مشاركة بعض المواد على الانترنت ويقومون بمشاركة لعبة أو أغنية دون النظر في حقوق الملكية، وهذا يسمح بمشاركة ملفات مزيفة وقد تكون خبيثة.
- الإدمان وغيره من المخاطر الصحية: وهي مخاطر تنتج عن الاستخدام المفرط للحاسب الآلي، وقد يصل الطفل إلى حد الإدمان وذلك عندما تظهر عليه العلامات التالية:
- تصبح اللعبة أهم شيء في حياته.
- تغّير اللعبة حالته المزاجية.
- التمادي في وقت اللعب.
- ظهور أعراض الانسحاب عندما يتوقف عن اللعب.
- تدهور حياته المدرسية والاجتماعية وهواياته نتيجة اللعب.
- التوقف عن اللعب والعودة للعب المفرط.
وإلى جانب الإدمان هناك مخاطر التعرض لإشعاعات الهاتف المحمول، التي يشتبه في تسببها بمرض السرطان على المدى البعيد.
وهناك مشاكل الإبصار والإجهاد المفرط للعينين، كما أن الاستخدام الطويل لألعاب الفيديو يمكن أن يؤثر على القدرة على التركيز والتخيل. وبحسب الإحصائيات يعاني الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة على الحاسب الآلي إجهادًا أكثر بنسبة 60% مقارنة بأقرانهم الذين يقضون ساعات أقل.
- كشف زيف الأساطير: يستعرض الكتاب هنا بعض الأفكار الخاطئة ويصوبها، ومنها:
- الادعاء بسهولة كشف مستغلي الأطفال. والحقيقة إنهم يتخفون جيداً ولا يستخدمون مصطلحات ممكن أن تلتقطها برمجيات الفلترة والمراقبة.
- القول إن الإنترنت مسؤول بالكامل عن الاستغلال الإباحي للأطفال. والحقيقة أن التلفزيون مازال الأعلى في عرض الصور المبتذلة للأطفال.
- الاعتقاد أن اللعب على الإنترنت يجعل الطفل كسولاً ويشغله عن واجباته. والحقيقة أن نسبة الأطفال الذين يؤدون واجباتهم ويمارسون التمرينات الرياضية تزيد إذا سُمِح لهم باللعب على الإنترنت لأوقات معينة.
- الاكتفاء بامتلاك برمجيات للحفاظ على أمن الطفل. والحقيقة أن الحديث مع الطفل عن الأشياء الملائمة والأشياء غير الملائمة أفضل بكثير.
- الخوف من أن مواقع التواصل الاجتماعي ستجعل الطفل غير اجتماعي. والحقيقة أن النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي نشيطون جداً على أرض الواقع.
الجزء الثاني: إرشادات عامة للسلامة:
هناك عدة خطوات تساعد في حماية الأطفال على الإنترنت، بعضها معروف وبعضها قد يكون جديدا ومدهشا:
- التواصل مع الطفل: إن التواصل مع الأطفال والاستماع إليهم هو أفضل الطرق ليستوعب الأطفال ما يقوله الآباء. ولا توجد قواعد لهذا الاتصال أو شروط، ولكن الهدف أن يكون الأطفال قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة في أي وقت يتصفحون فيه الإنترنت، مع توجيههم إلى قواعد بسيطة ليكونوا واعين قبل الدخول لأي موقع أو بدء محادثة. ومن أساسيات الأمان على الإنترنت:
- الحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية.
- عدم إعطاء كلمات السر لأي أحد.
- تغيير كلمة السر بانتظام.
- استخدام كلمات سر مختلفة لكل خدمة والاحتفاظ بها في مكان آمن.
- التيقن أن من نقابلهم على الإنترنت ليسوا صادقين في الهويات التي يعرضونها لأنفسهم.
- الخروج من الحساب الخاص بعد استخدام أي جهاز.
- عدم نشر صور مثيرة خاصة، واستئذان الغير في صورهم.
- عدم استخدام المواقع غير القانونية في التحميل والمشاركة.
- التأكد من الروابط قبل فتحها.
- استخدام البيانات المالية يتطلب موافقة الوالدين.
- التفكير جيداً قبل قبول طلبات الصداقة من الغرباء على الإنترنت.
إن الأطفال الذين يشعرون بعدم القدرة على التحدث مع آبائهم أكثر عرضة للإقدام على المخاطر، لذا من الجيد التحدث معهم عما يجب نشره وكيفية نشره، دون أن ننسى تأثير الأقران عليهم الذي قد يكون إيجابيا لو استخدم بصورة صحيحة.
- إرساء القواعد ووضع الحدود: تختلف القواعد باختلاف الأسر وسن الطفل وطبيعته، وكثير من الأطفال يقاومونها. ومن الممكن للآباء القيام بالتالي مع من هم أقل من 12 سنة:
- فهم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال.
- الوجود معهم لفتح حسابات يمكن التحكم بها.
- تعلّم كيفية فحص سجل المتصفح، وإذا تم مسحه فهذا يعني أن هناك ما يرغب الطفل في إخفائه.
- تثبيت برنامج التحكم الأبوي.
- التعرف على الألعاب والخدمات التي يستخدمها الطفل.
- تعلم وضع كلمة سر على جهاز الألعاب.
- تخزين الصفحات الإلكترونية وطباعتها.
- الحفاظ على التواصل مع الطفل.
لنجاح عملية وضع القواعد والتقيد بها يفضل أن يشترك الأبناء في وضعها، من حيث وجوب عمل الواجبات المنزلية قبل أي نشاط على الإنترنت، وقبولهم لفكرة وضع برنامج مراقبة أبوي لتصفحهم، ومناقشة المحتوى المناسب لهم لمتابعته، والاتفاق على مواعيد الراحة وإغلاق الأجهزة.
ويبقى الأفضل القيام بوضع جهاز الحاسب في غرفة المعيشة، بالذات لمن هم أقل من 12 سنة، وأن يكون عدد الساعات المسموحة لهم لا يتجاوز الساعتين بالمجمل خلال اليوم الواحد. ويجب أن يتذكر الآباء أن المراقبة قد تزعزع الثقة مع الأبناء، لذا يبقى الدعم الإيجابي وتقديم الإرشادات هو الأفضل.
- حلول تقنية للتحكم الأبوي: يحتاج الآباء للتأكد من التزام الأطفال بقواعد استخدام الإنترنت، لذا من المفيد امتلاك أدوات التحكم الأبوي التي تتيح لهم ما يلي:
- إنشاء حسابات لكل المستخدمين في المنزل.
- تعديل محتويات الشبكة بمنع بعض المواقع الإلكترونية.
- وضع قوائم للمواقع الإلكترونية البيضاء أو السوداء.
- منع أو ترشيد استخدام بعض التطبيقات ذاتيّا.
- استلام تقارير عن أنشطة الطفل على الشبكة.
- تحديد وقت الاستخدام وتنبيه الآباء عند انتهائه.
ومع كل هذا قد يكون الطفل متفوقاً تكنولوجياً ويستطيع اختراق أو تعطيل هذه البرمجيات، وهذا يجب أن يكون غير مفاجئ للآباء في عصر ازدهار تكنولوجي في كافة المجالات، لذا يكرر الكتاب أهمية التواصل مع الأبناء باعتباره الأداة الأكثر فاعلية.
- سياسات الأمن الإلكتروني في المدارس: إلى جانب الآباء تلعب المدارس دوراً جوهرياً فيما يتعلمه الأطفال، لذا على الآباء معرفة ما تقدمه المدرسة لطفله من معلومات تكنولوجية. وعلى كل المدارس الاهتمام بتدريس أمن الانترنيت للأطفال وتعليمهم اكتشاف المواقع الإلكترونية المخادعة ورسائل البريد العشوائية.
يجب أن يطالب الآباء مدارس أطفالهم باستخدام أنظمة ترشيح ومراقبة، إلى جانب تقارير واضحة عن استخدامات الإنترنت فيها، مع وضع نظام رادع عند سوء الاستخدام.
- التنمر الإلكتروني: وهو الإيقاع بأحد الأشخاص ممن لا يستطيع الدفاع عن نفسه فريسة عن عمد، باستخدام وسيط إلكتروني، مثل إرسال الرسائل البريدية التي تحمل الفيروسات أو اختراق الحسابات الشخصية وتغيير البيانات، أو نشر المعلومات الشخصية المحرجة. فمثل هذه الأفعال يكون لها تأثير مدمر على الضحية، لأن هذا التنمر يختلف عن التقليدي بقدرته على استدراج من لا علاقة لهم بالأمر ليقوموا بمشاركة هذا التنمر على الضحية.
وقد وضعت بعض الدول قوانين وتشريعات لمواجهة هذا النوع من التنمر، ولكن مازالت لا ترقى للمستوى المطلوب لمنعه، لذا كان التحدث والتواصل مع الطفل له أثر أكبر في إرشاد الطفل لخطورة ما يقوم بنشره ومشاركته على الإنترنت، مع تجهيز الطفل للتعامل مع أي تنمر قد يتعرض له، بتعليمه حجب الرسائل المسيئة، وعدم الرد عليها، وحفظ الرسائل أحياناً للمساءلة القانونية، وغيرها من التعليمات التي تعطيه ثقة بنفسه لكيلا يقع ضحية لأي متنمر.
الجزء الثالث: ما الذي يفعله أطفالنا على شبكة الإنترنيت؟
إن ما يقوم به الأطفال على الإنترنت دائم التغير نسبة لتغير شبكة الإنترنت وخدماتها، وقد تبنى الكثير منا التكنولوجيا الجديدة واستوعبوا أهمية الأمان على الإنترنت، ولكن مازالت هناك حيرة حول كيفية استخدام الأطفال لبعض هذه الخدمات، على النحو الذي سنشرحه:
- ظاهرة الفيسبوك: حدد الفيسبوك أعمار أعضائه لتبدأ من 13عاماً ولكن الأطفال وبموافقة أولياء الأمور يخرقون هذه القاعدة. وتشير الدراسات إلى أن شعبية الفيسبوك عند الأطفال تعود لآبائهم، ولكن بمجرد بلوغ الثالثة عشر يبدؤون بمشاركة اهتماماتهم الشخصية مع اصدقائهم، مع كتابة التعليقات ورفع الصور وتبادل الآراء، كما يبدؤون بالاشتراك في مجموعات أو شبكات تثير اهتمامهم.
يسمح الفيسبوك بمشاركة الأخبار لجميع المشتركين فيه، وعلى الرغم من سياسة الخصوصية بإرسال طلب الموافقة على نشر صورة ما، إلا أن رفض المشاركة لن يزيل المشاركة من صفحة الطرف الآخر، أي سيتم نشرها ورؤيتها من قبل البقية. ومن خلال الإعدادات يمكن متابعة أنشطة الطفل ومراقبة انضمامه للصفحات المختلفة ومحو التطبيقات غير المناسبة له، ولكن لا يمكن منع الأخبار التي يتم نشرها في كل الفيسبوك. هناك إعدادات الأمان التي من الممكن للآباء الرجوع إليها لحماية حساب الطفل من الاختراق أو السرقة، بجعل تصفحه آمنا، مع إشعارات تسجيل الدخول والقبول وغيرها. ويبقى تسجيل عمر الطفل الحقيقي بالذات لمن هم أقل من الثامنة عشرة واجب لحماية الطفل من المشاركات المسيئة له، فعند تسجيل عمر يتجاوز الثامنة عشرة ستكون إجراءات الأمان الخاصة بحماية الأطفال غير ذات قيمة.
إن اشتراك الأطفال تحت سن الثالثة عشرة في موقع الفيسبوك فكرة سيئة، وقد اتفق على ذلك معظم الخبراء، ففيسبوك لم يصمم للأطفال الصغار. ومع أن الآباء لا يستطيعون المنع الكلي للأطفال من استخدامه، لكن على الأقل تجب مراقبة إعدادات الأمان والخصوصية وما يشاركه أطفالهم على الفيسبوك. ومن النصائح المفيدة للآباء بخصوص الفيسبوك؛ التحدث مع أبنائهم لمعرفة مدى معرفتهم بإعدادات الخصوصية.
- الواقع الافتراضي وألعاب الإنترنيت: ألعاب الإنترنت من أكثر الأنشطة شعبية لدى الأطفال، وتنبع المخاوف من إدمانهم تلك الألعاب ومن تحفيزها العنف والعنصرية وغيرها من السلوكيات المعادية للمجتمع.
يجب على الآباء التأكد ان هذه المواقع الإلكترونية المخصصة للأطفال تخضع لقانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، ومن خلال الإعدادات يجب التحكم فيما يقوم به الطفل من دردشات خلال تلك الألعاب.
التصيّد الإلكتروني في العوالم الافتراضية يحدث باستخدام البريد الإلكتروني أو المواقع الإلكترونية لاستخلاص المعلومات من شخص ما، عبر ألعاب الإنترنت الشائعة، فيتم استخدام الأطفال كطعم للوصول إلى الآباء لتنتهي العملية بفيروسات تعرض بيانات الحسابات البنكية وغيرها من البيانات الحساسة للخطر.
لذا لابد من التأكد من فعالية برمجيات مكافحة الفيروسات وتحديثها باستمرار، مع الحذر من الخدمات التي تقدمها المواقع وتتطلب البيانات المالية أو بيانات التسجيل لدخول حساب ما، فهذا يعطي احتمالية لسرقة الحساب والأموال.
ينصح الكتاب أولياء الأمور بالتعرف أكثر على هذه العوالم الافتراضية، للتعرف أكثر على محتوياتها وما إذا كانت مناسبة للأطفال، مع تشجيع الأطفال على الألعاب الاجتماعية التي تعتمد على التفاعل مع اناس آخرين، فهي أفضل من الانعزال، مع تنظيم وتحديد أوقات اللعب ومدتها للأطفال.
- الرسائل الفورية والبريد الإلكتروني وكاميرات الويب: تحظى بشعبية كبيرة لدى الأطفال، ويقضون فيها وقتا كبيرا في حديث تافه مع أصدقائهم والأغراب، وهي خطرة جداً لأنها بيئة غير مراقبة بالكامل، وقد يحدث فيها حث للأطفال على القيام بفعل إباحي أو مشاهدة أفعال إباحية.
يجب أن يشارك الآباء كل هذه الخدمات التي يستخدمها الأطفال، والقيام بفحص محتواها وسمعتها، والتعرف على أصدقاء طفلهما عبر الإنترنت، وتشجيعه على التكلم فوراً بأي أمر أزعجه، وإرشاده لعدم قبول أي طلب صداقة قبل التأكد منه، وعدم فتح أي روابط ترسل له قبل التأكد من أنها آمنة.
- التصفح وتحميل الملفات: الأطفال عبر محركات البحث في جوجل بدافع الفضول يبحثون عن مصطلحات يسمعونها قد تحتوي على محتوى غير مرغوب، لذا لابد من مساعدة الطفل على إنشاء وإدارة جميع حساباته على مواقع الإنترنت، وضبط إعدادات البحث لتوفير فلترة الكلمات ومقاطع الفيديو والصور الصريحة في مضمونها، كما يجب حث الأطفال على استخدام محركات البحث المخصصة للأطفال.
واليوتيوب أيضاً فيه أكثر كلمات البحث براءة من الأطفال قد ينتج عنها نتائج لا يفضل أن تراها أعينهم، وذلك لعدم وجود أية إعدادات أمان على موقع اليوتيوب، على الرغم من أن إعلانه أنه يمحو المحتويات غير الملائمة، وليس فيه شيء إباحي، إلا أنه تبقى هناك مقاطع لا يود أحد من الآباء أن يراها أطفالهم. ويوجد في اليوتيوب نظام أمان اختياري لفلترة المحتويات، ولكن بشهادة اليوتيوب هذه الأداة ليست دقيقة 100%، لذا يستحب البحث عن برمجيات فلترة أخرى.
- المشاركة عبر الإنترنت: انتشرت مواقع كثيرة إذا ما تم ربطها بحسابات الفيسبوك وتويتر تصبح إعدادات الخصوصية في وضع عام ويصل إليها الجميع. من تلك المواقع موقع "Formspring" الذي يتيح للآخرين التعليق والإجابة على السؤال دون إظهار هويتهم. وبسبب هذا الموقع انتحرت إحدى خريجات المدارس الثانوية الأمريكية في عام 2010م جرّاء التنمر عليها عبر الموقع.
ولا يمكن إنكار أن هذه المواقع تكون إيجابية في تغيير الآراء السلبية لدى البعض، ولكن ذلك مرتبط بكيفية الاستخدام، وهذا ما يجب أن يحرص الآباء عليه: إرشاد أبناءهم للأمور الملائمة والأمور غير الملائمة، كما في المدونات أيضاَ، والتي يمتلكها بعض الأطفال لمشاركة معلوماتهم ويومياتهم. يجب أن يحرصوا على استخدامها للتعبير عن إبداعاتهم، وتطوير مهاراتهم، وليس لمضايقة أصدقائهم.
- الإنترنت الجوال: واحد من كل خمسة أطفال (ما بين الخامسة والخامسة عشرة) يمتلك هاتفاً ذكياً، وبذلك تزيد احتمالية تعرضهم للاستغلال بزيادة فرصهم للدخول إلى الانترنت بعيداً عن إجراءات الأمان؛ فتصله دعايات غير مرغوب فيها، أو يتعرض للتنمر الإلكتروني، أو يطارده شخص غريب تعرف عليه عبر الإنترنت.
إن التحكم الأبوي بأغلب الهواتف الذكية مازال محدوداً، ومن اليسير تجاوز العديد من الأنظمة الرقابية والفلترة، لذا تقدم بعض شركات الاتصال بعض درجات التحكم الأبوي بشكل مجاني، وتكون مفعلة تلقائياً، تساعد الآباء في متابعة ومراقبة ما يصل إليه الأطفال، فتطبيقات الهواتف الجوالة كثيرة، يقوم بتحميلها الأطفال، بعضها مجاني وبعضها الآخر يتطلب الدفع، وهذا أوقع الكثير من الآباء في شرك فواتير الهاتف الضخمة، فقدمت بعض الشركات نظاماً يتطلب إدخال كلمة سر قبل كل عملية شراء.
الجزء الرابع: المستقبل:
إن الشيء المؤكد هو أن التغيير مستمر، فهل سيختلف استيعاب الآباء والأطفال لطريقة التعامل مع التكنولوجيا؟ إلى ذلك الوقت يبقى دور المؤسسات الحكومية تحسين أدوات التحكم الأبوي في المواد المحظورة لأعمار محددة على الإنترنت، كما ستستمر الشركات في إبداعات جديدة للحفاظ على أمن الأطفال.
ما يمكن فعله بالإضافة إلى ما سبق: مراجعة أنظمة التحقق من العمر، فمن الممكن تأسيس قواعد بيانات تطلب الهوية عند التسجيل في أي خدمة بما يشبه تقديم استمارة للحصول على جواز سفر، ويتم تسجيل تلك البيانات لدى طرف آخر مسؤول عنها، ولا يحق للمواقع أن تدخل عليها.
الوعي بالإعلام: الإنترنت لابد من استخدامه كأداة تعليمية، ويجب أن يحرص الآباء على التعرف أكثر على ما يستخدم أبناءهم في هذه التكنولوجيا، لكيلا تحصل فجوة ما بينهم وبين الأطفال، فالمهم هو الحفاظ على الأمان، وإيجاد توازن ما بين التكنولوجيا والمهارات الاجتماعية أمر محوري مهم.
خاتمة:
من الواجب تربية الأبناء على عصر يختلف عن عصرنا، وهذا أمر ليس بيسير، فالتكنولوجيا الجديدة تدفع الناس للشعور بالقلق حيال الانهيار الأخلاقي للمجتمع، لذا لابد من الحفاظ على قنوات التواصل المفتوحة مع الأطفال، مع استيعاب الخطر دون مبالغة، واللجوء لاستخدام المراقبة الأبوية بحسب عمر الطفل. ويجب على الآباء أن يكونوا داعمين لسياسات الأمان على الإنترنت لمصلحة أطفالهم.