التنمر لدى التلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية

not_found

التنمر لدى التلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية

وعلاقته بالمشكلات الصفية لدى أقرانهم كما يدركها معلموهم

إعداد الطالب: بندر بن عبد العزيز العتيبي

إشراف الدكتور: إبراهيم بن عبد العزيز المعيقل

جامعة الملك سعود

المقدمة:

الإعاقة الفكرية لدى الطلاب مشكلة تحتاج تدخلا طبيا وتربويا ونفسيا. ومن تأثيراتها السالبة على الطلاب قصور في السلوكيات المرغوبة وإفراط في السلوكيات غير المرغوبة. ومن تلك السلوكيات غير المرغوبة التي تظهر عند ذوي الإعاقة الفكرية: التنمر والتمرد.

وتشير الدراسات السابقة (كرستنسن، وفريانت، ونييسي، وبيكر) إلى أن ما نسبته 62% من ذوي الإعاقة الفكرية يقعون ضحايا للتنمر من قبل أقرانهم ذوي الإعاقة الفكرية، ما يسبب لهم مشكلات اجتماعية ونفسية وأكاديمية ويؤدي بهم في حالات كثيرة إلى الانتحار.

عن الدراسة:

لاحظ الباحث خلال عمله في تعليم ذوي الإعاقة الفكرية تعرض عدد من التلاميذ للإيذاء الجسدي أو اللفظي على نحو متكرر من قِبل أقرانهم؛ ما يعيق قدرتهم على التكيف والتفاعل مع البيئة المحيطة بهم ويؤثر سلباً في مستواهم الأكاديمي. لذا، كان من المهم دراسة هذا السلوك وواقعه بين التلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية وعلاقته بالمشكلات الصفية.

ونظرًا لقلة الدراسات العربية التي تناولت التنمر لدى التلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية، توفر هذه الدراسة أدلة حول هذه الظاهرة للمعلمين والمختصين النفسيين، إضافة إلى تزويدهم بمقاييس تقديرية للظاهرة.

وقد طبقت الدراسة في معاهد وبرامج التربية الفكرية للبنين التابعة لوزارة التعليم بمدينة الرياض، وشملت 414 معلماً، في الفصل الدراسي الثاني.

الإطار النظري:

الإعاقة الفكرية هي القصور الواضح في الأداء الوظيفي الفكري، ويصاحبه قصور في المهارات التكيفية كالمهارات اللغوية والحركية والمعرفية والاجتماعية، وتحدث قبل سن الثامنة عشر. وهناك العديد من المسميات التي تطلق على الأفراد ذوي الإعاقة الفكرية منها: "المعاقون عقلياً، ضعاف العقول، المتأخرون عقلياً".

وتختلف الأعراض والخصائص الجسمية والعقلية لذوي الإعاقة الفكرية، ويمكن تقسيمها كما يلي:

  1. الخصائص التربوية: تتمثل في القصور في الاستعدادات التحصيلية الذي يؤدي إلى أداء منخفض ومتأخر في الأنشطة والمهارات المدرسية.
  2. الخصائص العقلية والمعرفية: تظهر في ضعف انتباههم لحاجتهم إلى التغذية الراجعة الفردية، وفي ضعف التفكير، وضعف قدراتهم على اكتساب المفاهيم وإدراكها، وضعف قدراتهم اللغوية، وضعف قدرتهم على التذكر والتعلم بفعالية.
  3. الخصائص الجسمية: تكون أجسامهم أقل كفاءة فيما يتعلق بالحركات وردود الفعل الدقيقة والمهارات الحركية المعقدة والتوازن الحركي.
  4. الخصائص اللغوية: ترتبط درجة تأخّر لغتهم بدرجة الإعاقة الفكرية لدى كل واحد منهم، فهم يتأخرون في النطق حتى يصلوا إلى مستوى معقول ومفهوم، وتكون جملهم قصيرة وغير سليمة من ناحية التركيب.
  5. الخصائص الاجتماعية: يكتسب الطفل المعاق فكرياً المهارات الاجتماعية ببطء، ونتيجة لذلك يتصف بنقص الميول والاهتمامات وعدم تحمل المسؤولية.

نتائج الدراسة:

بعد جمع البيانات وتحليلها توصل الباحث للنتائج التالية فيما يتعلق بالتنمر لدى التلاميذ ذوي الإعاقة، من وجهة نظر المعلمين:

  • التنمر الجسدي فيما بين التلاميذ ذوي الإعاقة يأخذ أشكالا مختلفة، أولها تعدي المتنمر بالضرب على زملائه، يتبعها اللعب معهم بخشونة، ويليها رميهم بالأغراض.
  • التنمر اللفظي فيما بين التلاميذ ذوي الإعاقة متمثلًا في التلفظ بألفاظ بذيئة جاء في المرتبة الأولى، ثم التهديد بالضرب وشتم الزملاء باستمرار.
  • كلما زاد كلما سلوك التنمر فيما بين التلاميذ ذوي الإعاقة زادت مشكلاتهم الصفية، والعكس.
  • التنمر الجسدي فيما بين التلاميذ ذوي الإعاقة يزيد في المرحلة الإبتدائية، ويزيد التنمر اللفظي في المرحلة المتوسطة.
  • لا يتأثر سلوك التنمر فيما بين التلاميذ ذوي الإعاقة بالمكان التربوي بينما يتأثر بالبيئة المحيطة بالتلاميذ.

توصيات الدراسة:

دعا الباحث إلى إطلاق مبادرة وطنية لـ "الوقاية من التنمر في المدارس" بهدف تغيير ثقافة المدرسة وتأكيد الاحترام المتبادل والقضاء على التنمر ومنع ظهوره، إلى جانب إطلاق حملات توعية مدرسية تستهدف كافة الأعمار، والعمل على تعزيز دور المختص النفسي وتفعيل التعاون بينه وبين العاملين في المدرسة للكشف المبكر عن التنمر.

أيضًا، دعا الباحث إلى إدراج التنمر ضمن السلوكيات المخالفة داخل المدرسة، مع عقد دورات تدريبية للمعلمين لتوعيتهم بالتنمر، بالتزامن مع تشجيع أولياء الأمور على المشاركة في الحد من المشكلة.

ولم ينس الباحث التلاميذ أن يدعو إلى إخبار التلاميذ بحقهم في الحماية من الإيذاء وبواجبهم في الالتزام بأنظمة المدرسة.

الوسوم