ماذا تفعل عندما يكره طفلك المدرسة؟

ماذا تفعل عندما يكره طفلك المدرسة؟
كيف ترى طفلك يذهب إلى المدرسة وعلى وجهه ابتسامة؟
تأليف: أنتونيا تشيتي
الناشر: مكتبة جرير
المقدمة:
قد يعاني الطفل من صعوبات في المدرسة تدفعه إلى إساءة التصرف وكأنه يحاول إخبار الأهل بشيء ما، وهذا أمر يلاحظه كثير من الآباء والأمهات مع أبنائهم؛ لذا يحاول الكتاب مساعدة الطرفين على تجاوز هذه المشكلة.
فالمدرسة قد لا تلبي كل حاجات الأطفال، وقد يجد بعضهم صعوبة في التأقلم فيها. ويساعد هذا الكتاب الآباء بإرشادات لكيفية عقد الاجتماعات والحوارات، وتقديم الشكاوى الرسمية، وحتى كيفية التصرف في حال ثبت لهم ضرورة نقل أطفالهم من مدرسة إلى أخرى.
ويذهب الكتاب إلى أبعد من ذلك فيتحدث عن حاجة الطفل إلى أخذ استراحة ينقطع فيها عن المدرسة، ويتلقى تعليمه في المنزل، كما ينبه الآباء إلى ضرورة المتابعة اللصيقة لأبنائهم؛ لأن بعض المشكلات من هذا النوع تظهر مبكراً وبعضها لا يظهر إلا في المرحلة الثانوية.
من الاحتياجات الخاصة إلى المشكلات الدراسية:
يواجه الأطفال مشاكل مدرسية تختلف من طفل لآخر، لأن الأسباب تختلف بينهم، وهذا يؤدي إلى اختلاف معدلات التعليم بين الأطفال. ومن واقع الخبرة الشخصية للباحثة التي عملت ناظرة لسنوات عدة في إحدى المدارس العريقة، ترى أن هناك بعض المشكلات التي يجب استبعادها؛ نظرًا لسهولة معالجتها، مثل ضعف السمع أو البصر، فيجب فحص الطفل والتأكد من حاجته لوسيلة سمعية أو بصرية، وبإطلاع المعلم على هذه المشكلة سيقوم فوراً بالتأكد من جلوس الطفل في المكان المناسب ويعطيه المزيد من الاهتمام، كما أن بعض الأطفال يعانون من مشاكل ولادية أو مرتبطة بالطفولة المبكرة، ولكن سرعان ما تختفي هذه المشاكل كلما كبر الطفل أكثر.
ويمكن طلب المساعدة من المدرسة بالتحدث مع مسؤول التربية الخاصة، إذا ما شعر الآباء بضرورة حصول طفلهم على تعليم خاص، حيث بإمكان مسؤول التربية متابعة تحصيل هذا الطفل وتطور قدراته، وبالتالي وضع خطة تعليمية فردية مناسبة تلبي احتياجاته. فهناك متخصصين من داخل وخارج المدرسة للقيام بهذا الدور، ومن الممكن الحصول على اختصاصي معالجة النطق مثلاً، وفي بعض الحالات التي يجد فيه الآباء أنهم بحاجة إلى مساعدة إضافة إلى ما تقدمه المدرسة، عليهم التقدم للهيئة التعليمية المحلية لتقييم حالة طفلهم، وبالتالي الحصول على المساعدة في وضع خطة مناسبة خاصة له. وتوضح الباحثة نماذج للمراسلات التي يجب أن يقوم بها الآباء، مع بيان فترات الانتظار، والتقارير التي سيتم كتابتها، وما يجب فعله خلال فترة الانتظار، وذلك كله للآباء الذين هم بحاجة لمعرفة تفاصيل أكثر عما يجب فعله.
ثم تنتقل الباحثة لبحث صعوبات أخرى محددة شائعة في المدارس، مثل:
- علامات عسر القراءة (منها الخلط بين بعض الكلمات، صعوبة تذكر الأرقام أو أيام الأسبوع).
- عسر الكتابة وعسر الحساب (مثل عدم فهم ما يكتب، ضعف الهجاء، صعوبة القيام بالعمليات الحسابية، الجداول والمعادلات).
- عسر الأداء (متمثلًا في صعوبة تناسق الحركة، ضعف الإحساس بالوقت أو الاتجاه).
- اضطرابات قصور الانتباه وفرط الحركة.
- التوحد (أي صعوبة فهم مشاعر وتعابير الآخرين، مع صعوبة التعبير عن المشاعر الخاصة).
- متلازمة "أسبرجر" (ومن علاماتها المعاناة بسبب التغيير، والاستجابة غير المتوقعة، والتركيز فقط على الأمور الفردية).
- صعوبات التعلم المتوسط (مثل التأخر في تطور قدرات الطفل، وضعف التنسيق والتواصل).
- الصعوبات السلوكية والعاطفية والاجتماعية (متمثلة في الاكتئاب واضطرابات الأكل).
فإذا ما لاحظ الآباء أيّا من هذه الصعوبات على طفلهم فلابد من تشخيصه، بمراجعة الطبيب المختص أو المعلم أو مسؤول التربية الخاصة؛ للتأكد من أن الطفل يتطور بمعدل يناسب سنه مقارنة برفاقه. ومن الممكن عمل فحص خاص على يد متخصصين ومن ثم نقله للمدرسة لتوضيح ما يعاني منه الطفل.
وبعد تشخيص حالة الطفل تبدأ مرحلة المساعدة من قِبل المدرسة والأهل معاً، بتوفير الدعم المناسب وطرق التدريس الخاصة. وهكذا يشعر الطفل بالتقدم في عملية التعلم كلما لبيت حاجة من حاجاته، مع توفير أجهزة معينة لو لزم الأمر، أو تقديم علاج بدني على يد اختصاصي، فبعض الحالات تحتاج مساعدة مستمرة.
المواهب والملكات تحتاج أيضاً رعاية خاصة عند من يشعرون بالملل والرتابة لنقص التحفيز، فيتصرفون بشكل سيء، ويهملون الواجبات المدرسية وإن بدت بسيطة ولا تأخذ وقتاً، وعليه لابد من تحفيزهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وهنا يقع على عاتق المدرسة أن تعامل الأطفال الموهوبين والأذكياء بأسلوب ينمي قدراتهم ويتابع إنجازاتهم، وأن تعلمهم مهارات التفكير الإبداعي.
المشكلات الاجتماعية ومتاعب المدرسة:
تستعرض الباحثة تأثير المشكلات الأسرية التي تؤدي إلى صعوبات مدرسية، وتقول إن الطفل إذا ما توقف عن ذكر المدرسة، ولم يعد راغباً في استضافة زملائه بالمنزل، وأصبح أكثر هدوءً وأسرع انفعالاً، وتأخّر مستواه الأكاديمي، فيجب على الأبوين التحدث معه، رغم أنه قد يرفض مناقشة الأمر في البداية، ولكن الحوار سيصل إلى نتيجة في النهاية ويكشف مشكلته.
التغيير أمر يكرهه بعض الأطفال؛ فيخافون الدخول إلى مدرسة جديدة أو مرحلة دراسية مختلفة، أو تغيير معلم بشكل مفاجئ. وتجب مساعدة الطفل على النضج والتعامل مع التغييرات، بتعليمه استشعار إيجابياتها.
الموضوعات الدراسية الصعبة قد تدفع الطفل إلى كره معلم المادة، فإذا ما قال الطفل إنه يكره معلم مادة ما، يجب الانتباه إلى أن صعوبة المادة غالبًا تكون هي السبب.
الإنصات الجيد من قِبل الآباء أمر مهم عندما يتحدث الطفل عن موضوع يخصه، وعليهم ساعتها طرح أسئلة إيجابية تدفعه للحديث أكثر، فعندما يشعر بالاهتمام والانصات سيسترسل في الحديث.
التهرب من المدرسة حل يلجأ له الأطفال اليافعون عندما يواجهون مشاكل في المدرسة، فيتسللون خارج الصفوف للهروب من حصة ما، وقد تتأخر معرفة الأهل بذلك إلى أن تصلهم رسالة من المدرسة. هنا لابد أن يعرف الأهل الأسباب وراء هذا الهروب، فقد يكون الطفل قد تعرض للتنمر أو افتقد للصداقات. والتحدث مع الطفل على انفراد في هذه الحالة واجب لأجل التعرف على ما مر به من ظروف أو تهديدات.
إذا ما كان الطفل يعاني آثار التنمر فلابد من التواصل مع المدرسة فوراً؛ لتحديد إذا ما كان هذا السلوك جديداً بين الطلاب أم إنه موجود ولكن غير ملاحظ. وعليه يجب ترتيب اجتماعات مع إدارة المدرسة لاطلاعها على التفاصيل ولمعرفة الإجراءات التي ستتخذها لمكافحة هذا التنمر، وهو ما تنتج عنه طمأنة الطفل بوقوف المدرسة إلى جانبه إذا تعرض للتنمر مجددًا.
الانتقال من المنزل يكوّن ضغوطاً على نفسية الطفل، خاصة إذا ترتب عليه الانتقال من المدرسة أيضاً، ولذا لابد من التمهيد للطفل قبل مفاجأته بالقرار، لتهيئته نفسياً للانتقال قبل حدوثه. وبعد الانتقال تجب متابعة اندماجه في المجتمع الجديد، ومساعدته على تكوين صداقات في المنطقة الجديدة.
الطلاق أمر محير جداً للأطفال، فهم لا يفهمون أسبابه ولا دواعي حدوثه، وعلى الوالدين طمأنة أطفالهما أنهما يحبانهم، وإشعارهم بالأمان رغم التغيرات. ولابد من مراعاة مشاعر الأطفال وعدم التخاصم أمامهم، وعدم دفعهم للتحيز لطرف من الأطراف، فالطرفان مهمان في حياتهم، كما يجب الحرص على تجنيبهم الشعور بالإحباط الذي قد يؤدي إلى صدمة عاطفية وسلوكيات سيئة.
الأمراض الخطيرة تتسبب في تكرار غياب الطفل عن المدرسة، ويجب إخبار المدرسة بها لأجل تعويض الغياب بتجهيز الواجبات المدرسية للقيام بها في المنزل –مثلًا-أو تخصيص مدرس منزلي، لكيلا يتأخر الطفل عن أقرانه في المدرسة.
وإذا ما أصيب أحد أفراد الأسرة بمرض خطير، قد يشعر الطفل بالاستياء لانصراف الرعاية والاهتمام للمريض حصريّا، وهنا لابد من إشراك الطفل في رعاية المريض بالأسلوب الذي يختاره، حتى لا يشعر بالإرهاق. ولا بد من إخبار المدرسة بالأعباء الواقعة على الطفل في المنزل، ليستطيع مركز الخدمات الإجتماعية في المدرسة من مساعدته.
وفاة أحد المحيطين من أكبر المفاجآت المخيفة التي يواجهها الطفل، فهو لا يتفهم فكرة الموت ويعتقد أنه غياب مؤقت. وإلى أن يبدأ بفهم حقيقة الموت، يجب الاستماع للطفل والتحدث معه لتفريغ مشاعر الحزن والغضب عندما يتوفى يعزه، ويجب الانتباه لمشاعر الرفض أو الأسى التي تنتابه حينها.
في كل هذه المشاكل التي تحدث في المنزل وتؤثر على أداء الطفل الأكاديمي، لابد من إخبار المدرسة حتى تشارك في تقديم الدعم اللازم في الوقت اللازم، كي يستطيع الطفل تجاوز ما يعاني ويستعيد الاهتمام بالمدرسة والتحصيل الدراسي.
معالجة المشكلة بالتعاون مع المدرسة:
في الفصل الثالث من الكتاب، تقدم الباحثة نصائحًا للآباء في كيفية التعاون مع المدرسة لحل مشكلات أطفالهم، وأول تلك النصائح هي أهمية أن تصبح المشكلة معروفة، حتى لو طلب الطفل عدم تبلغ المعلمين، وذلك لأن غالبية المشكلات يمكن حلها إذا علمت المدرسة بها، وأي مدرسة ترغب في حل مشكلات طلابها، ومن حق الآباء التقدم بالشكوى، ومن واجب المدرسة أن تتخذ إجراء فوريّا للنظر فيها ومعالجتها.
مع من يجب أن يتحدث ولي الأمر؟
بإمكان الآباء الاتصال بالمدرسة وتحديد موعد مع الشخص المسؤول صاحب التأثير المباشر على الطفل، كما يمكن التحدث مع مسؤول التربية الخاصة. وتدعو الباحثة إلى عدم التسرع في إلقاء اللوم على طرف بعينه، وإنما التمهل حتى تتضح التفاصيل، فأحيانا لا يخبر الطفل والده بالقصة كاملة ويتعين إجراء المقابلات في غيابه.
من المفيد لولي الأمر الاعداد مسبقا للمقابلة، بكتابة الملاحظات وما يريد التحدث فيه. وفي المقابلة من الجيد التزام ولي الأمر الهدوء، وإذا كان يشعر بالغضب والاستياء الشديد، لابد من توضيح ذلك ولكن أيضاً بهدوء أيضًا، لتمكين العمل البناء مع المدرسة وحل المشكلة بالتفاهم. ويجب أن يتقبل ولي الأمر أي ردة فعل من جانب المدرسة، وأن يتوقع وجود رواية مختلفة للقصة، كما يمكنه الاستعانة بشخص آخر يسانده في شرح المشكلة.
الإجراء الذي ستـتخذه المدرسة:
من المفيد للآباء وضع التصورات والمقترحات لما قد يحسّن وضع طفلهم، وسيقوم المعلم بمناقشة الموضوع مع الطفل أو من كان سببا في المشكلة، أو مع الفصل بأكمله. وقد يثني المعلم على الطفل ليكسبه ثقة بنفسه، أو يظهر عناية واهتماما أكثر تجاه تفاعلاته مع الآخرين، فأحياناً إعادة التنظيم تحل مشاكل كثيرة.
التغلب على التنمر:
إذا كانت مشكلة الطفل تعرضه للتنمر، فعلى المدرسة وضع سياسة مضادة، كما أن هناك مؤسسات متخصصة بإمكانها تقديم المساعدة، إلى جانب عمل ولي الأمر على زيادة ثقة طفله بنفسه وتوجيهه لتكوين صداقات جديدة.
الترغيب والتعزيز أمر في غاية الأهمية، ولابد من وضع أهداف صغيرة للطفل، ومن ثم تشجيعه ومكافأته من ِقبل المدرسة عندما ينجزها، لأن هذا يشعره بالنجاح ويشجعه على اكتساب سلوكيات جديدة.
الشكوى الرسمية:
تقول الباحثة إن الآباء لابد أن ينظروا للأمر بكلياته، فإن لم يستفد طفلهم من معلم ما، سيكون له تجربة جميلة ومفيدة مع معلم آخر، لأن المعلمين يختلفون في الأداء، وبالتالي يختلف تجاوب الطفل معهم. وعليه يجب تقييم الوضع الكلي للطفل -هل هو في تقدم أم تراجع؟ - قبل الذهاب إلى ناظر المدرسة، في حال لم تجد محاولات حل المشكلة بواسطة المعلم.
وللأب أن يتقدم بشكوى رسمية مكتوبة، تحوي التفاصيل والتواريخ بدقة، وهذا يلفت انتباه الناظر إلى المشكلة بوضوح. وإن لم يرض ولي الأمر بما وجده من تجاوب المدرسة مع مشكلة طفله، بإمكانه التقدم بشكوى لمجلس أمناء المدرسة، أو مجلس الآباء، أو أي هيئة أعلى في المنطقة. وسيتم إخبار ولي الأمر بالوقت اللازم لاستلام رد على الشكوى المقدمة، بعد التواصل مع المدرسة.
ومن الممكن تصعيد الموضوع أكثر إذا لم يكن كافيا ما قامت به الهيئة، بالذهاب إلى مسؤول التربية والتعليم في المدينة.
تغيير المدرسة:
إذا شعر ولي الأمر بفشله في حل المشكلات التي يعاني منها طفله، بسبب ضعف تلبية المدرسة لاحتياجاته أو بسبب تعرض طفله للتنمر، لابد له من التفكير في تغيير المدرسة. وهنا على ولي الأمر التوجه إلى مجلس التربية والتعليم للسؤال عن المدارس التي من الممكن أن تلبي احتياجات طفله، والتي بها أماكن شاغرة، كما من الممكن أن يناقش ولي الأمر هذا الأمر مع طفله لمعرفة ما يرغبه في المدرسة الجديدة.
قبل الاختيار يفضل زيارة المدارس والتعرف عليها عن قرب، من نواحي إمكانياتها ومنشآتها وقوانينها ومميزاتها، إضافة إلى السؤال عن تقييمها السنوي وما إذا كان فيها برامج لذوي الاحتياجات الخاصة والموهوبين وغير ذلك مما يتعلق باحتياجات الطفل المراد نقله.
وقد يحتاج ولي الأمر أن يوضح للمدرسة الجديدة أسباب نقل طفله، ويعلمهم برغبته في معرفة كيفية تعاملهم مع مواقف مشابهة، بالذات في حالات التنمر. وعلى أساس ذلك يختار ولي الأمر المدرسة المناسبة.
معايير القبول تختلف من مدرسة لأخرى، فمن المدارس ما تشترط قرب السكن أو وجود إخوة بنفس المدرسة أو اتباع ديانة أو مذهب محدد. وهذه جوانب يجب التأكد من مناسبتها للطفل كي يستطيع الاندماج، مع التأكيد على عدم أحقية المدرسة الجديدة في محاسبة الطفل على سلوكياته أو إنجازاته في المدرسة القديمة. وإذا رفض طلب التحاق الطفل بالمدرسة، من حق ولي الأمر معرفة الأسباب والاستئناف.
مساعدة الطفل على الاستقرار بعد القبول في المدرسة هو الجزء المهم، وذلك بمتابعة استقراره واندماجه في مجتمعه الجديد. ومن الممكن زيارة المدرسة والمتابعة مع معلمه بهذا الخصوص.
في بعض الدول توجد مراكز إحالة للطلاب، وهي مراكز تشبه المدارس المتخصصة الصغيرة لتلبية احتياجات الذين لا يمكنهم الالتحاق بالمدارس العادية، بسبب ظروف المرض أو الخوف أو غيرها. ويمكث الطالب في هذه المراكز مدة تحدد حسب حالته، فهناك من يمكثون فيها مؤقتا تمهيدًا لإعادة دمجهم بالتعليم العادي.
ثمة احتياجات تعليمية خاصة للطفل أحياناً، مثل احتياجات ذوي الإعاقة، وهنا على ولي الأمر التوجه لمدارس تعنى بهذه الفئة.
المدارس الداخلية أيضاً من الخيارات المطروحة، ولكن لا يفضلها الآباء، لأنهم لن يروا أطفالهم إلا مرة واحدة كل عدة أسابيع. وتعتبر المدارس الداخلية الحل الأنسب لأولياء الأمور المضطرين للتنقل والسفر عبر العالم، إذ تعمل المدارس الداخلية على توفير جو أسري مريح ومستقر لمنتسبيها. وهي أيضًا مناسبة للأطفال الذين يجدون صعوبة في التأقلم بسبب المشاكل المنزلية. وتوجد مدارس داخلية توفر رعاية على مدار اليوم للأطفال ذوي الإعاقة. ويفضل أن يشارك الطفل باختيار المدرسة الأنسب له.
مساعدة على تسديد المصروفات يمكن أن يتلقاها الأطفال الملحقين من مدارسهم المستقلة، في حال التفوق أو الاحتياج. وبعض الجمعيات الخيرية التعليمية تساعد في سداد المصروفات المدرسية.
التعليم من المنزل والدوام الجزئي والمدرسون الخصوصيون:
إذا تبين لولي الأمر أن المدرسة ليست هي الخيار الأنسب لطفله، فالبديل أن يتلقى طفله التعليم في المنزل، ولكن لابد من التأكد في هذه الحالة من أن الطفل يتعلم في المنزل فعلًا، وهو أمر قد يحتاج ستة أشهر كي يتأقلم الطفل مع التعليم المنزلي.
فإذا كان قانون البلد يسمح بذلك، على ولي الأمر التواصل مع ناظر المدرسة لإخباره بما ينوي فعله، ليشطب اسم الطفل من سجل المدرسة ويخاطب هيئة التعليم ويستخرج الموافقات اللازمة.
وهناك جهات عديدة تدعم الأسر التي تتطلع لتعليم أطفالها في المنزل، ويمكن التواصل معها لترتيب خطة مناسبة تحقق حاجة الطفل وتطلعات الوالدين.
كيفية ندرس الأطفال في المنزل؟
ولي الأمر غير مطالب بوضع خطة يومية أو أسبوعية أو فصلية، فالمنزل ليس مدرسة، والأطفال ليسوا مضطرين للجلوس ساعات لتلقي التعليم، فدور ولي الأمر هو أن يكسب طفله مهارات تساعده على اكتشاف الأمور بنفسه، حتى إن ولي الأمر ليس بالضرورة أن يكون متعلماً ومتخصصا، بل المهم هو أن يساعد الطفل على البحث عما يثير اهتمامه. ومن الممكن لأولياء الأمور أن يتشاركوا ويتبادلوا المعلومات والتجارب.
ومن الممكن توسيع تجربة التعلم بالذهاب إلى المنتزهات والمتاحف والأرياف، ففي كل مكان هناك ما يمكن تعلمه واكتسابه من مهارات وخبرات. وهناك مجموعات للأهالي الذين يعلمون أبنائهم في المنزل، تنظم معسكرات وفعاليات بهذا الخصوص.
الذهاب إلى المدرسة بنظام الدوام الجزئي:
من الخيارات الأخرى، إلحاق الطفل بالمدرسة بنظام الدوام الجزئي، لمن يواجهون مشكلات بسبب تواجدهم المتواصل في المدرسة. وفي هذه الحالة يقوم ولي الأمر بالترتيب مع المدرسة للاتفاق على المواعيد وعلى كيفية تغطية المنهج الدراسي.
تعيين مدرس خصوصي:
ليس بالضرورة أن يتمتع المدرس الخصوصي بمؤهلات خاصة، بل يكفي أن يكون قادراً على تقديم خدماته. وعلى ولي الأمر عند اختيار المدرس الخصوصي أن يختار من يلبي احتياجات طفله ويلهمه ويحفزه، مع التأكد من المصادر التي سيعتمد عليها في تدريس الطفل.
التعليم من 11-16 سنة:
بداية من الصف التاسع يبدأ الطلاب وضع خياراته لمستقبله، باختيار مواد المرحلة الثانوية، وهذا يضعهم تحت ضغط كبير إذ هم بحاجة إلى مساعدة لمعرفة المواد الأنسب لتوجهاتهم.
وبدخولهم المرحلة الثانوية يواجه الطلاب ضغوطًا تسبب إرباكا للعديد منهم؛ إذ يجدون أنفسهم يتعلمون بطريقة مختلفة عما تعودوا عليه من قبل. وهنا يجب على أولياء الأمور مساعدتهم بتخصيص مكان هادئ لأداء واجباتهم، وبالوقوف بجانبهم، وبتجنيبهم الإرهاق الأكاديمي، وتوفير أوقات للاستراحة، مع الثناء على مجهوداتهم وصبرهم.
التنمر بين الطلاب من الجنسين وارد الحدوث، خصوصًا في هذه السن (من الحادية عشرة إلى السادسة عشرة). ويتمثل التنمر في المضايقات والتفرقة العنصرية والتهديد ونحو ذلك، سواء مباشرة أو إلكترونيّا. ويلزم توعية الأطفال في هذه المرحلة بالتنمر وكيفية التعامل معه.
التعليم بعد سن 16:
التعامل مع المراهقين بعد سن 16 يجب أن يقوم التعامل على الحرية والحب والاستماع والخصوصية ووضع الحدود؛ فالكثير من المراهقين في هذه المرحلة يرغبون في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم. ومن الجيد الاهتمام بهم والإيمان بقدراتهم، لمساعدتهم في اختيار الاستمرار في مدرستهم الحالية أو الانتقال إلى مدرسة أخرى أو الانتقال إلى معهد أو كلية.
وعند دخول أحدهم الجامعة لابد من تشجيعه على تكوين صداقات، والاشتراك في الأنشطة للتعرف على من يشاركونه نفس الاهتمامات.
ثمة طرق أخرى للحصول على المؤهلات ويجب لفت انتباه الأبناء لها، وهي الجامعات المفتوحة ذات الدوام الجزئي أو المسائي، والدراسة أثناء العمل للمهتمين بالأعمال المهنية، وأيضاً توجد الدورات الدراسية المسائية التي توفر الاختلاط بمن يملكون الخبرات والتجارب.
الخاتمة:
هناك دائماً في المراحل الدراسية المختلفة تحديات ومشاكل تواجه الأبناء، بعضها لأسباب خاصة بالدراسة، وبعضها لأسباب خارجية، لذا لابد للآباء من متابعة الأبناء وملاحظة التغيرات التي يمرون بها لأجل أن يتمكنوا من تجاوزها بسلام.