كيف نعلم الأطفال التعاون - الجزء الرابع
كيف نعلم الأطفال التعاون
(العدوانية والغضب – تحقيق النجاح – زيادة احترام الذات – التعاون مع الأقران – حل المشاكل والخلافات)
تأليف: كلاوس فوبيل
ترجمة : فاتح بهنيني
منشورات دار علاء الدين
تقديم:
في هذا الكتاب مجموعة من الألعاب والتدريبات المثيرة التي تساهم في تطوير ذكاء الطفل الانفعالي في بيئة تعاونية مع زملائه، بما يسهل عملية التعلم والتعليم لديه.
تأتي أهمية تعليم الأطفال التعاون استجابة لما نشهده من انشغال العائلة عن بعضها وانهماكها في العمل ووراء الشاشات وبُعدها عن الرياضة؛ الأمر الذي أثر سلبًا على سلوكيات الأطفال وجعلهم انعزاليين. وفي ظل اعتماد المعلمين والآباء غالبًا على القوانين الصارمة عند تعاملهم مع الأطفال، بدرجة تُفضي إلى نتائج سلبية وتجعل الأطفال يميلون إلى التمرد وتزيد من الحواجز بين الطرفين وتسبب مشكلات نفسية. وهنا تتضح أهمية وجود اهتمامات مشتركة تقرّب الطرفين من بعضهما.
ولتعزيز قيم التعاون لدى الأطفال يقترح الكتاب استخدام الألعاب الجماعية والتنشيطية، في المدارس لأنها البيئة المناسبة لتعليم الأطفال التعاون، وذلك لإرساء المفاهيم التالية:
- حلل الموقف الذي تتعرض له قبل أن تتخذ القرار.
- العلاقات مع الآخرين مهمة، ويجب المحافظة عليها.
- شارك الآخرين أفكارك ومشاعرك.
- لا تزعج الآخرين بالإساءة إليهم.
- لا تهاجم الآخرين لو كنت متضايقًا من شيء ما.
فوائد الألعاب التنشيطية:
تنظيم الألعاب التنشيطية يحقق الكثير من الأهداف مع الأطفال، فهي تساعد الطفل على الشعور بالتوحد مع الآخرين، لأنها تنمي انتمائه للمجموعة، وتزيد تركيزه في دراسته، لأنه إذا فقد الشعور بالانتماء للجماعة سينعزل.
فالألعاب التنشيطية تمكن الطفل من تقوية قدرته على التحكم في حياته، فيعتز بتاريخه الشخصي، وينظر بأمل نحو المستقبل، ويتحمل الصعاب. وستجعله يظهر الاحترام للآخرين.
والألعاب التنشيطية تساعد الأطفال على التعاطف مع الاخرين والشعور بهم، وهذا يساعد على أن يكبر الأطفال وتنمو شخصياتهم مستقلة، ومدركة لأهدافها الخاصة، وقادرة على التعبير عن نفسها، ومتجاوزة لمخاوفها.
وعند اختيار الألعاب التنشيطية لابد من اختيار ما يساعد الطفل على المرح والضحك، وذلك لتفريغ الأحاسيس الفكاهية المكبوتة في داخله، فيبدأ عبر اللعب التمييز أكثر ما بين أوقات الجد والهزل، ومتى يجب أن نعمل ومتى يجب أن نلعب لنستمتع.
قد يرى البعض أن المدرسة وظيفتها تعليم الأطفال أكاديميا فقط، وهذه نظره لا تتناسب مع تزايد فيه دور التقنيات الحديثة على حساب العلاقات الاجتماعية، وما يُتوقع من المدرسة من دور في إعادة القوة لهذه العلاقات. فالألعاب الجماعية والتنشيطية في المدرسة تعلم الأطفال احترام الآخرين والتعامل معهم بإيجابية، والشعور بهم والتعاطف معهم، وتنمي فيهم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة لمواجهة كل ما يمرون به الان ومستقبلاً.
ما الذي علينا أن نفعله في مواجهة العنف والغضب؟
يستعرض الكاتب هنا مجموعة من الألعاب التنشيطية التي تخدم الهدف الرئيسي من هذا الفصل، مواجهة العنف والغضب، يقدم الكاتب 16 لعبة منها "حالة الطقس"، "حجر صغير في الحذاء"، " إطلاق البخار"، "التدافع"، وباستخدام مواد أولية بسيطة مثل الورق والأقلام وأحياناً الموسيقى، حيث يطلب المعلم من التلاميذ القيام بمهام متعددة، الهدف منها:
- أن يتعلم الأطفال احترام مشاعر الآخرين، فقد يعانوا من تقلبات نفسية صعبة لسبب ما، ومن حقهم الحصول على فترة من الهدوء مع أنفسهم.
- عندما يشعر الأطفال باستياء من شيء ما؛ يعيق تركيزهم أو انتباهم، وعليهم التعبير عن ذلك فوراً، فالتحدث عما يضايقهم قد يعطيهم فرصة للحصول على الحلول المناسبة.
- إبقاء العلاقات بين التلاميذ مفتوحة، بحيث يعبر كل منهم للاخر عما يزعجه، وهذا يفيد في تغيير بعض السلوكيات المزعجة يبنهم.
- التخلص من العدوانية من خلال اللعبة والحركة الإيجابية.
- التعبير عن عدم الرضى، والمزاج السيء، لكي لا يتحول إلى عنف.
- إثبات أن العدوانية قد تكون بناءة عندما يتخلى الشخص عن مصالحه الخاصة، فمن الممكن الدخول في مناقشات جادة وقوية، ولكن بدون إساءة لأحد.
- تغيير المزاج السيء وتحويله إلى ضحك.
- أن يعي الأطفال قدرتهم عل التحكم بمشاعرهم، من خلال مراقبتها والسيطرة عليها.
- توجيه المشاعر نحو مسار إيجابي.
كيف نتوصل للنجاح؟
من خلال 16 لعبة تنشيطية في هذا الفصل سيكون بإمكان الأطفال تحقيق النجاح، فكل لعبة تخدم هدفا مشجعا لسلوك إيجابي يؤدي إلى النجاح، كما يلي:
- نفض ما هو سلبي ومعيق لهم، ونسيان الفشل السابق.
- بناء الثقة بالنفس.
- تقييم النجاحات والإنجازات يومياً، لأنها هي الدافع لنجاح جديد.
- التركيز على الأهم، وعدم التلهي وشغل البال بما هو ثانوي.
- تذكر روعة الإنجازات السابقة، واستدعاء المشاعر الجميلة التي شعروا بها سابقاً، فهي تعطيهم تفاؤلا بنجاح جديد.
- مساعدة الأطفال على فهم ما يستطيعون عمله خارج حدود قدرتهم العادية.
- تطوير خبرات جديدة للوصول إلى النجاح.
- المثابرة والاجتهاد.
- التحدث الإيجابي مع الذات.
- استخدام الحدس والبداهة في تحقيق النجاح.
- مساعدة الأطفال على صياغة شخصياتهم المستقبلية ليكون لهم حلمهم الخاص.
كيف نتعلم التعاون؟
في هذا الفصل يضع الكاتب مجموعة من الألعاب التنشيطية الهادفة إلى تعزيز التعاون ما بين الأطفال، ومرة أخرى باستخدام الأدوات البسيطة المتوفرة في كل صف، إذ يمكن أن يحقق المعلم ما يلي مع الأطفال:
- إنجاز عمل إبداعي، من خلال مساهمة كل طفل في شيء ما.
- التحرك بشكل متزامن ما بين الطفل وشريكه يحقق المهمات بشكل أسرع وأفضل.
- العمل الجماعي وتوزيع الأدوار لإنجاز المهام.
- التعاون الصامت الذي يعزز فهم الطفل لشريكه من غير كلام.
كيف نرفع مستوى الاحترام المتبادل؟
في هذا الفصل مجموعة من الألعاب التنشيطية التي تهدف جميعها إلى نشر الإحترام المتبادل بين الأطفال، حيث يستعرض الكاتب الألعاب بأسلوب شيق يعزز الاحترام بينهم.
ومن تلك الألعاب، لعبة "تلميذ اليوم"، حيث يحدد كل يوم تلميذ يستحق الاحترام لفعل قام به، ولعبة " ما الذي أحب عمله؟"، وفيها يتحدث الأطفال إلى بعضهم عن أنفسهم، فتشاركهم لما يحبون فعله يزيد من احترامهم لبعضهم، وهناك لعبة "ذكريات طيبة" وأيضًا لعبة "أحب ذاتك" التي تهدف إلى غرس الاحترام الذاتي داخل كل طفل.
كيف يمكننا حل المشكلات؟
ينهي الكاتب كتابه بفصل يفصل فيه استراتيجيات جيدة لتحفيز الأطفال على مناقشة خلافاتهم، بعيداً عن المشاجرات والنقاشات الحادة والدموع. فمن خلال ألعاب هذا الفصل سيتعلم الأطفال كيفية التحاور مع الطرف الآخر للوصول إلى قرار مشترك وليس متسرع، قرار يخدم مصالحهم جميعاً. وسيتعلمون أنه مهما كانت المشاعر إيجابية أو سلبية تجاه أحد ما، يمكن المحافظة على العلاقة معه، لأن كثير من المشكلات يتم تضخم بدون داع ولابد من إعطائها حجمها الحقيقي للتفرغ إلى ما هو أهم.
ولعل أجمل ما يعرضه الكاتب هنا هو تدريب الأطفال على المشاركة في أخذ القرار، من خلال لعبة "التصويت" التي تسمح لجميع الأطفال بالتعبير عن رأيهم في كل الأمور المشتركة وفي أقل وقت ممكن.
خاتمة:
في كل فصل من فصول الكتاب، حرص الكاتب على استعراض ألعاب متنوعة تخدم كافة الأهداف المرجوة، وبالإمكان الرجوع إليها بحسب الفئة العمرية لكل طفل، والسلوك المستهدف منها، فهي تتنوع بأهدافها، وأدواتها المستخدمة، والتعليمات التي يجب تنفيذها لإتمام اللعبة بالطريقة المفيدة.