كيف نعلم الأطفال التعاون - الجزء الثالث

not_found

كيف نعلم الأطفال التعاون

(الاسترخاء – حب المعرفة – اكتساب الخبرة – العِشرة – التوافق)

تأليف: كلاوس فوبيل

ترجمة : طه الولي

الناشر: منشورات دار علاء الدين

تقديم:

في هذا الكتاب مجموعة من الألعاب والتدريبات المثيرة التي تساهم في تطوير ذكاء الطفل الانفعالي في بيئة تعاونية مع زملائه، بما يسهل عملية التعلم والتعليم لديه.

تأتي أهمية تعليم الأطفال التعاون استجابة لما نشهده من انشغال العائلة عن بعضها وانهماكها في العمل ووراء الشاشات وبُعدها عن الرياضة؛ الأمر الذي أثر سلبًا على سلوكيات الأطفال وجعلهم انعزاليين. وفي ظل اعتماد المعلمين والآباء غالبًا على القوانين الصارمة عند تعاملهم مع الأطفال، بدرجة تُفضي إلى نتائج سلبية وتجعل الأطفال يميلون إلى التمرد وتزيد من الحواجز بين الطرفين وتسبب مشكلات نفسية. وهنا تتضح أهمية وجود اهتمامات مشتركة تقرّب الطرفين من بعضهما.

ولتعزيز قيم التعاون لدى الأطفال يقترح الكتاب استخدام الألعاب الجماعية والتنشيطية، في المدارس لأنها البيئة المناسبة لتعليم الأطفال التعاون، وذلك لإرساء المفاهيم التالية:

  • حلل الموقف الذي تتعرض له قبل أن تتخذ القرار.
  • العلاقات مع الآخرين مهمة، ويجب المحافظة عليها.
  • شارك الآخرين أفكارك ومشاعرك.
  • لا تزعج الآخرين بالإساءة إليهم.
  • لا تهاجم الآخرين لو كنت متضايقًا من شيء ما.

فوائد الألعاب التنشيطية:

تنظيم الألعاب التنشيطية يحقق الكثير من الأهداف مع الأطفال، فهي تساعد الطفل على الشعور بالتوحد مع الآخرين، لأنها تنمي انتمائه للمجموعة، وتزيد تركيزه في دراسته، لأنه إذا فقد الشعور بالانتماء للجماعة سينعزل.

فالألعاب التنشيطية تمكن الطفل من تقوية قدرته على التحكم في حياته، فيعتز بتاريخه الشخصي، وينظر بأمل نحو المستقبل، ويتحمل الصعاب. وستجعله يظهر الاحترام للآخرين.

والألعاب التنشيطية تساعد الأطفال على التعاطف مع الاخرين والشعور بهم، وهذا يساعد على أن يكبر الأطفال وتنمو شخصياتهم مستقلة، ومدركة لأهدافها الخاصة، وقادرة على التعبير عن نفسها، ومتجاوزة لمخاوفها.

وعند اختيار الألعاب التنشيطية لابد من اختيار ما يساعد الطفل على المرح والضحك، وذلك لتفريغ الأحاسيس الفكاهية المكبوتة في داخله، فيبدأ عبر اللعب التمييز أكثر ما بين أوقات الجد والهزل، ومتى يجب أن نعمل ومتى يجب أن نلعب لنستمتع.

قد يرى البعض أن المدرسة وظيفتها تعليم الأطفال أكاديميا فقط، وهذه نظره لا تتناسب مع تزايد فيه دور التقنيات الحديثة على حساب العلاقات الاجتماعية، وما يُتوقع من المدرسة من دور في إعادة القوة لهذه العلاقات. فالألعاب الجماعية والتنشيطية في المدرسة تعلم الأطفال احترام الآخرين والتعامل معهم بإيجابية، والشعور بهم والتعاطف معهم، وتنمي فيهم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة لمواجهة كل ما يمرون به الان ومستقبلاً.

ألعاب تعزز الاسترخاء:

لعبة "أمسك الفأر" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: فسحة من الوقت لاستعادة الأنفاس واستجماع القوى والتركيز.

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال إمساك الفأر بالتخيّل، ولأن الفأر يهرب وينزعج من الأصوات؛ يطلب منهم المعلم التحرك بهدوء والجلوس بصمت؛ ليستطيع فتح الباب وإخراج كل الفئران.

لعبة "الجندي واللعبة القماشية" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: مساعدة الأطفال على الاسترخاء.

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال الوقوف مشدودين مثل الجندي لمدة عشر ثوان، ومن ثم إرخاء الأيدي والركب، كما لو كانوا لعبة قماشية، لمدة عشر ثوان أخرى، والاستمرار هكذا بين الشد والإرخاء، وفي النهاية نفض الأيدي وتحريك الظهور والرؤوس.

لعبة "رحلة على الغيوم" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تهيئة الأطفال وتنشيطهم قبل الحصة.

الأدوات: موسيقى هادئة.

التعليمات: يأخذ المعلم الأطفال في رحلة خيالية فوق الغيوم، مع الموسيقى الهادئة، ويطلب منهم الاسترخاء وإغماض العيون وتخيل أنهم فوق غيمة في السماء، يتنقلون بين الأماكن التي يحبون، وبعد قرابة 30 ثانية يطلب منهم بهدوء الرجوع إلى الصف، وفتح أعينهم، لبدء الدرس بنشاط.

لعبة "شلال" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: المساعدة على الاسترخاء.

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال الجلوس بوضعية مريحة، وإغلاق أعينهم، وتخيّل أنهم يقفون بالقرب من شلال غير عادي، يتدفق منه ضوء ناعم، يبدأ بملامستهم شيئاً فشيئا، وكلما لامس منطقة يدلكها بهدوء، وترتخي عضلاتها، حتى يلامس كل أجزاء أجسامهم بشعور رائع مريح، مع شهيق وزفير يزيد الاسترخاء، ومن ثم يعودوا إلى الصف بفتح أعينهم.

لعبة "ابتسامة" (للأطفال من 8 سنوات):

الهدف: تحسين مزاج الطفل، وتدفق موجة من النشاط لتقبل كل ما هو جديد.

التعليمات: يجلس الأطفال بوضعية مريحة، ويغلقوا أعينهم، ويتنفسون بعمق، مع كل زفير يشعرون بالراحة والاسترخاء أكثر، يحثهم المعلم على حبس أنفاسهم ثم نفث الهواء إلى الخارج بأعلى مستوى يستطيعون، ثم الزفير مع الابتسامة، التي تزيد كل مرة عن سابقتها فيشعروا بأنها تسري في كل أجسامهم، وينقل لهم الشعور بأن الشمس مضيئة بداخلهم وتبتسم.

لعبة "خمسة طوابق" (للأطفال من 8 سنوات):

الهدف: الشعور بالراحة واستجماع القوى.

التعليمات: بعد غلق العينين والتنفس ثلاثاً، يتخيل الأطفال أنهم على باب مصعد، وبضغطة يطلبونه، فيفتح الباب ويدخلون المصعد، ويجدون فيه خمسة مفاتيح لخمسة طوابق: الأول الصف، الثاني مكان رائع، الثالث شخص لطيف وحلو الحديث، الرابع مغامرة، والخامس صديق لم تره منذ زمن.

يدعو المعلم الأطفال إلى اختيار الطابق الذي يحبونه، وينطلقوا إليه بهدوء ويمكثوا فيه لمدة دقيقة واحدة، بعدها يودع الأطفال المكان، ويدخلون المصعد ثانية، للتوجه إلى غرفة الصف، فيفتحون أعينهم.

لعبة "الضحك ممنوع" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: السيطرة على الأطفال الهائجين، باستعادة قوى التركيز والانتباه لديهم.

التعليمات: يجلس الأطفال في حلقة، ويقف واحد منهم في الوسط ويختار طفلًا من الجالسين ليضحكه بحركاته خلال دقيقة فقط، إذا نجح سيتبادل معه المكان، إذا لم يستطع سيختار غيره، وهكذا...

لعبة "الأيدي الراقصة" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: استعادة الاستقرار والهدوء الداخليين.

الأدوات: قطع كبيرة من الورق الأبيض يستطيع الطفل التمدد عليها، لاصق، طباشير ملون.

التعليمات: تلصق قطع الورق على الطاولات أو على الأرض، ويمسك كل طفل طبشورتين، ويتمدد على الورقة واليدان تتحركان بحرية على الطرفين، ويغلق الأطفال أعينهم، وبمجرد بدء الموسيقى يبدأ الأطفال بالرسم على الأوراق التي تحتهم، ويحثهم المعلم على تحريك أيديهم بالرسم بما يناسب الموسيقى، وبعد دقيقتين أو ثلاثة تقف الموسيقى، ويستطيع كل طفل رؤية ما رسم.

لعبة "الكرات الورقية" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: التخلص من ملل الجلوس، والقلق أو التوتر.

الأدوات: صحف قديمة، ورق لاصق رفيع للفصل بين جانبي الموقع.

التعليمات: يرسم المعلم خطّا فاصلًا بين الأطفال، وينقسمون إلى مجموعتين، ويأخذ كل طفل ورقة جريدة يصنع منها شكل كرة، وعلى بعد مترين من الخط تبدأ كل مجموعة برمي كراتها على المجموعة الأخرى، ويجب أن تحرص على صد وإعادة أي كرة في منطقتها، إلى أن يعطي المعلم الإشارة بوقف الرمي، ومن تكون منطقتهم أقل في عدد الكرات يكونون هم الرابحون.

لعبة "الجيليه المتراقص" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تنشيط الأطفال بعد جلوس لمدة طويلة.

التعليمات: يقف الأطفال في صف واحد، ويمثلون دور وعاء من "الجيليه"، ومع حركة يد المعلم يبدؤون بالحركة كما يتحرك الجيليه، يزيد الحركة أو يوقفها فجأة، ثم يتخيلون أنهم تحت الشمس، وأن الجيليه بدأ بالذوبان، فيتساقط الأطفال على الأرض كما يذوب الجيليه.

ألعاب تنمّي حب المعرفة:

لعبة "الكتابة الخفية" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: التواصل مع كل تلميذ، وتنشيط الاستقبال الحسي لديهم.

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال الاقتراب منه بالدور، ويقوم بالرسم على راحة يد كل واحد منهم أو على ظهرها حرفاً من الحروف، وعليهم معرفة ما رسم المعلم.

ألعاب لاكتساب الخبرة:

لعبة "مسابقة الخبر الجديد" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: مساعدة الأطفال على التركيز على موضوع محدد، مع الحصول على الإثارة والمتعة.

الأدوات: كرة صغيرة مثل كرة المضرب.

التعليمات: يطلب المعلم من أحد الأطفال أن يمسك الكرة، ويروي خبرًا جديدًا حدث معه، وعندما ينتهي يمرر الكرة إلى طفل آخر، ليروي أيضاً خبرًا جديدًا مر به، وهكذا حتى تمر الكرة على كل الأطفال.

ألعاب لتقوية العشرة:

لعبة "الشخصية الغامضة" (للأطفال من 7 سنوات):

الهدف: تقوية الشعور بالقيمة الذاتية لدى الأطفال.

الأدوات: ورق مقوى (A3) لكل تلميذ، أقلام (فلوماستر، رصاص)

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال اكتشاف شخصية الشخص المختار مثلما يفعل المحقق، الشخصية الغامضة واحد منهم، سيعطيهم بعض المعلومات ليكتشفوه، لون عينيه أو أي علامة لإرشادهم (يربي قطة مثلاً)، مع التنبيه بعدم البوح لو علموا من هو إلا بعد انتهاء اللعبة.

اطلب من الشخصية الغامضة الوقوف، ولكل واحد منهم أن يرسم صورة الشخصية الغامضة على الورقة ويأخذها معه للبيت.

ألعاب لتحقيق التوافق:

لعبة "أنا أساعد الآخرين" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: إعطاء الطفل فرصة ليتخيل كيف يمكن له مساعدة الآخرين.

الأدوات: ورقة وأقلام تلوين لكل تلميذ.

التعليمات: يطلب المعلم من التلاميذ تخّيل أنهم متمددون على العشب، في يوم جميل مشمس، مستمتعين بوقتهم، وفجأة يسمعوا أحد الأطفال يبكي، لأنه وقع على الأرض وقدمه جرحت، ويقفز أحد الأطفال إليه ليساعده ويطمئنه بأن جرحه بسيط، فيتوقف الطفل الصغير عن البكاء، ويعود الطفل الآخر إلى مكانه فرحاً؛ لأنه أصبح كبيراً وبإمكانه مساعدة الآخرين.

بعد أن يعتدل الأطفال في جلساتهم، يطلب المعلم منهم أن يرسموا الحادثة كما تصوروها.

خاتمة:

إلى هنا ينتهي هذا الملخص لكتاب "كيف نعلم الأطفال التعاون" (الاسترخاء – حب المعرفة – اكتساب الخبرة – العِشرة – التوافق)، وللمزيد من الألعاب التي تعلّم الأطفال التعاون يمكن الرجوع إلى الكتاب بالتفصيل.

 

 

 

 

 

الوسوم