البرامج العالمية المضادة للتنمر

البرامج العالمية المضادة للتنمر في المدارس
المقدمة:
وضعت برامج عالمية عديدة لمكافحة ظاهرة التنمر بجوانبها المختلفة، في المدارس وداخل الصفوف وبين الأفراد، وفيما يلي يناقش الباحث نوعين من هذه البرامج التي حظيت بانتشار عالمي.
أولاً: برنامج "ألويس" لمكافحة التنمر:
هو برنامج من عدة مستويات ومكونات لمكافحة التنمر، ومجال تطبيقه الرئيسي المدرسة، ولكل الأطراف المعنية بالتنمر دور فعال في تطبيقه. طُبق في العديد من المجتمعات حول العالم في مراحل دراسية مختلفة، وكانت النتائج إيجابية.
يقدم برنامج "ألويس" إطاراً واضحاً لكافة الأطراف المعنية، من إداريين ومعلمين واولياء أمور، ينتج عن التزامهم به جميعاً على مدار العام تراجع التنمر وانخفاض حدّته.
ويعود نجاحه في عدة دول متباينة، مثل ألمانيا والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية، إلى تحديده لإطار العمل فقط وإفساحه المجال للمنظومة في وضع القواعد والعقوبات؛ ما يعني مشاركة المعلمين والأهل والطلاب أنفسهم في وضعها والانتماء إليها. ويعزز هذا البرنامج دور المعلمين بإخضاعهم لدورات تدريبية في إدارة الحوار وفض النزاعات وكيفية تحويل الاستراحة إلى فسحة إبداعية تفرغ طاقات الطلاب فيما يفيد.
ونتيجة لتطبيق هذا البرنامج تحققت العديد من الفوائد، منها تحفيز النقاش وتبادل الآراء والمعلومات بين المعلمين والإدارة، زيادة التفاهم والمصارحة بين المعلمين وطلابهم، وتطوير برامج فترات الاستراحة.
وانخفضت مشاكل التنمر في الصفوف المطبقة للنظام مقارنة بالصفوف التي لم تطبقه.
أهداف برنامج "ألويس" لمكافحة التنمر:
للبرنامج ثلاثة اهداف رئيسية يقاس بها نجاحه من فشله:
- القضاء على مشكلة التنمر بين الطلاب داخل وخارج المدرسة.
- الحد من وقوع مشاكل جديدة بين المتنمر والضحية.
- تحسين العلاقات بين الأقران في المدرسة.
المبادئ الأساسية لبرنامج "ألويس" لمكافحة التنمر:
يهدف البرنامج بالأساس إلى تأسيس بيئة مدرسية ومنزلية تتميز بما يلي:
- العلاقة بين الكبار والصغار يجب أن تكون إيجابية وحميمة.
- لا بد من رفض أي سلوك غير مقبول حتى إن لم يكن عدوانيّا.
- على الكبار أن يكونوا قدوة في ممارسة السلطة على الصغار.
لذلك، يبدأ البرنامج بمبادرة يقودها الكبار لخلق بيئة مدرسية أفضل، تتطور فيها مشاركة الطلاب تدريجياً.
الفئة المستهدفة من برنامج "ألويس" لمكافحة التنمر:
يشمل البرنامج مكافحة أولية يستهدف فيها جميع طلاب المدرسة، ومكافحة ثانوية يستهدف فيها الطلاب المعرضين للخطر كمتنمرين أو متنمر عليهم.
والبرنامج موجه للفرد والبيئة معاً، ويعمل على وضع التدخلات المناسبة لبعض الطلاب ممن يملكون القابلية للدخول في سلوكيات التنمر.
وقد صمم البرنامج في الأصل للطلبة ما بين الصف الأول والتاس، في ثاني أكبر مدينة في النرويج (بيرجين)، ثم طبق في دول أخرى حول العالم، ما يدل على ملائمته لمختلف الثقافات والبيئات المدنية والريفية، ومختلف الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية؛ إذا طُبق على النحو الصحيح.
تكاليف تطبيق برنامج "ألويس" لمكافحة التنمر:
تختلف تكاليف البرنامج باختلاف حجم التطبيق والموقع، ولكنها في العموم لم تتجاوز 200 دولار أمريكي لكل مدرسة؛ لشراء الاستبيان وبرنامج تقييم التنمر، إضافة إلى 65 دولار لكل مدرس لتغطية تكاليف مواد الصف.
مجالات ومستويات تطبيق برنامج "ألويس" لمكافحة التنمر:
- الشروط العامة لنجاح تطبيق البرنامج، وهي شروط ترتبط بسلوك الكبار:
- الشرط الأول: على الكبار في المدرسة أو البيت إدراك أبعاد سلوك التنمر على المتنمر والضحية.
- الشرط الثاني: تمتع الكبار بالجدية لتغيير الوضع القائم.
إن مشاكل التنمر معقدة، وعلاجها يتطلب تعاونا من الكبار في القيادة والتوجيه. فلا يمكن للطلاب أن يعالجوا هذا السلوك بمفردهم، لأن التنمر ليس مثل الصدام يمكن حله بالوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، ولو حصل هذا فسيكون تنمراً جديداً على الضحية وإنقاص لحقه، لهذا لابد من وعي عال من قِبل المعلمين والآباء.
- التدخل على مستوى المدرسة، الصف والفرد: لقد تُرجمت مبادئ النموذج إلى تدابير وتدخلات قابلة للاستخدام في المدرسة على مستوى الصف والطالب، لأجل لتأكيد على أن التنمر غير مقبول في أي مكان، سواء داخل أو خارج الصف.
- التدخل على مستوى المدرسة:
- لجنة تنسيق مكافحة التنمر: تتولى مسؤولية تنسيق كافة الجهود، ومراقبة تنفيذ كافة المبادرات. وتضم اللجنة المدير أو مساعده، مع معلم عن كل مرحلة، وموجه تربوي، واختصاصي اجتماعي، وممثلين عن الطلبة والآباء.
- استبيان المسح: تطبيق استبيان ألويس للمتنمر/الضحية بدون ذكر الهوية، خلال (25-45) دقيقة بحسب لعمر الطالب، ويفضل أن يكون في نهاية العام الدراسي ليمكن بداية البرنامج في بداية العام الذي يليه، على أن تدور أسئلة الاستبيان حول إحصاء عدد من تعرضوا للتنمر أو تنمروا على غيرهم، ومعرفة أشكال التنمر والمواقع التي يحدث فيها، وعدد المرات التي ساهم المعلمين في وقفه، ثم تُحلل المعلومات باستخدام برنامج الكمبيوتر لاستخلاص النتائج تبعاً للجنس والمرحلة الدراسية.
- يوم المؤتمر المدرسي: تُعرض فيه نتائج الدراسة خلال يوم أو نصف يوم دراسي، ويفضل أن يعقد في وقت مناسب من العام الدراسي، بحضور المدير ونائبه والمنسق الميداني وأعضاء لجنة التنسيق وجميع العاملين في المدرسة، مع ممثلين للآباء والطلاب.
ويهدف المؤتمر إلى زيادة الوعي بمشكلة التنمر، مع وضع خطة طويلة الأمد للتطبيق في المدرسة لمكافحة التنمر. خطة يلتزم جميع الأطراف بها.
- تحسين المراقبة والبيئة الخارجية: يجب توفير عدد كافٍ من الكبار للإشراف والمراقبة في فترات الاستراحة، لأن أكثر الأماكن التي يتعرض لها الطلاب للتنمر هي الساحات والاستراحات. لذا لابد من تدريب المشرفين على التدخل الفوري والحاسم في حالة وقوع التنمر أو احتمالية وقوعه، فذلك يبعث رسالة واضحة لجميع الطلاب بأن هذا السلوك غير مقبول.
ولا بد من وضع أنشطة تحارب الملل أثناء الاستراحات، فالملل من الأسباب التي تدفع المتنمر لملء الفراغ بالإثارة والمتعة العدوانية.
- الاجتماع بالآباء: ومن باب تعزيز التعاون بين المدرسة والمنزل، يجب عقد الاجتماعات وإجراء الاتصالات باستمرار مع أولياء الأمور، وإرسال نشرات توعوية عن سلوك التنمر وعن جهود المدرسة في مكافحته.
- التدخل على مستوى الصف:
- قواعد الصف ضد التنمر: هي مجموعة قواعد يتم الاتفاق عليها داخل الصف لوقف التنمر، بعد مناقشة الآراء المختلفة للطلاب مع المعلم، ويلتزم بها كافة أعضاء الصف، ومن أهم هذا القواعد:
- نحن لا نعتدي على طلاب آخرين.
- نحن نساعد من يتعرض للتنمر.
- نحن ملتزمون بإشراك أي طالب معزول عن المجموعة.
- عند علمنا بأي تنمر سنخبر المدرس وأولياء الأمور.
- العواقب الإيجابية والسلبية: وهي إجراءات تعقب الالتزام بالقواعد المتفق عليها أو خرقها، مثل الثناء على الأنشطة الإيجابية، واستخدام البديل السلوكي للسلبيات للحصول على المكافأة. ويجب أن يحرص المعلم على ألّا يكون طرفا في التنمر بالسخرية من أحد الطلاب أو الإساءة له، فلابد من بناء الثقة مع كافة الطلبة بمن فيهم المتنمر والضحية، فالمتنمرين بحاجة للتدرج في اتباع القواعد قبل أن يلتزموا بها تماما.
- اجتماعات الصف: تهدف إلى تحسين العلاقات الاجتماعية داخل الصف والمدرسة، ويمكن عقدها آخر كل أسبوع، وفيها يقوم الطلاب ومعلمهم بمراجعة كل ما جرى من أحداث في الأسبوع المنصرم، ووضع المعالجات المناسبة للأسبوع الذي يليه. وهذا يمثل توعية مستمرة للطلاب بمشاكل التنمر.
- الاجتماعات على مستوى الصف مع الآباء؛ لمناقشة سلوك التنمر وعلاجه ولكن بدون كشف الهويات أو إحراج أحد، وبالطبع بمتابعة من المعلم.
- التدخل على المستوى الفردي:
- الحديث الجاد مع الطالب المتنمر/الطلاب المتنمرين: يفضل التحدث معهم على انفراد وبصفة متتابعة؛ للتشاور معهم وبناء خطة استراتيجية عامة لوقف سلوك التنمر، مع توضيح إمكانية إعلام أولياء الأمور بتنمرهم وفرض عقوبات إذا استمر الأمر.
- التحدث مع الضحية: لمعرفة تفاصيل التنمر الذي تعرض له، وهوية القائمين به، وكم مرة تكرر، إلى جانب تطمين الضحية بأنه سيتم وقف التنمر فوراً، وسيُحمى من أي تنمر مستقبلي، إضافة إلى تشجيعه للإبلاغ الفوري عن أي تنمر قد يتعرض له.
- إشراك الآباء: يُعقد اجتماع بوجود الضحية والمتنمر وبمشاركة آبائهم، لمناقشة الوضع وحل المشكلة، مع الاتفاق المسبق مع الآباء لاستخدام نفوذهم للتأثير على أبنائهم بالصورة المناسبة. وعلى سبيل المثال، بإمكان والدي المتنمر فعل الآتي:
- إخبار ابنهم/ابنتهم برفضهم تنمره على الآخرين.
- وضع قواعد أسرية لتقويم سلوك المتنمر.
- قضاء أوقات أطول مع المتنمر ومراقبة أنشطته.
- بناء قدرات ومهارات تجعل المتنمر غير عدواني.
وبإمكان والدي الضحية فعل الآتي:
- تطوير قدرات ابنهم/ابنتهم الإيجابية لتأكيد ذاته أمام زملائه.
- حث ابنهم/ابنتهم على كسب أصدقاء جدد.
- تشجيعه/تشجيعها على التواصل مع الطلاب الهادئين.
- حثه/حثها على المشاركة في الأنشطة الرياضية.
العناصر المهمة لبداية البرنامج:
- تشكيل لجنة برنامج التنمر واختيار المنسق الميداني.
- تطبيق استبيان المنتمر/الضحية بدون كشف هويات المستجيبين.
- إجراء تدريب لمدة يوم واحد لأعضاء لجنة مكافحة التنمر.
- عرض نتائج الاستبيان لجميع العاملين والمعلمين بالمدرسة خلال برنامج تدريبي يستغرق نصف يوم أو يوم.
المواد الإلزامية والاختيارية اللازمة لتطبيق البرنامج:
- المواد الإلزامية:
- التنمر في المدرسة: ما نعلمه وما يمكن أن نفعله تجاهه.
- كيف يتم التعامل مع التنمر في المدرسة.
- استبيان المتنمر/الضحية.
- برنامج كمبيوتر لتقييم نتائج الاستبيان.
- شريط فيديو (11 دقيقة) بعنوان التنمر، فيه أربعة أوضاع للتنمر.
- نشرة معلومات للآباء.
- المواد الاختيارية:
- خطط الدروس التكميلية الخاصة ببرنامج مكافحة التنمر (سبعة دروس).
9) مسؤوليات منفذي ومشرفي البرنامج:
أعضاء لجنة مكافحة التنمر مسؤولون عن ضمان ما يلي:
- تطبيق كافة التدخلات المرتبطة بالبرنامج في الوقت المحدد.
- التأكد من أن العاملين والطلاب والآباء على معرفة بالأنشطة ويشاركون فيها بجدية.
- تحقيق التناسق بين الجهود وضمان تناغمها مع أسس برنامج مكافحة التنمر.
ويُنصح بأن تجتمع اللجنة على الأقل مرة في الشهر، بالأخص في المراحل الأولى لتطبيق البرنامج.
أدوار منسق البرنامج:
- تنسيق تطبيق الاستبيان.
- مراجعة نتائج الاستبيان.
- تنظيم وحفظ المواد الإلزامية والإختيارية للبرنامج.
- إعداد جدول للاجتماعات المنتظمه للبرنامج، والمشاركة فيها والاحتفاظ بمحضر لكل اجتماع.
- جدولة وتخطيط تدريب العاملين والمشاركين.
- مساعدة المدرسين في اجتماعات الصف.
- إمكانية ترأس اجتماعات النقاش بين المعلمين.
- تخطيط كافة تدخلات المشروع والإشراف عليها.
وإذا غاب المنسق تقوم بهذه الأدوار لجنة مكافحة التنمر المدرسي.
تدريب العاملين:
يجب أن يتلقى أعضاء لجنة تنسيق برنامج التنمر والمنسق الميداني تدريباً مدته يوم أو يومان؛ لإعدادهم لقيادة مجموعات نقاش المدرسين في مدارسهم. وبما أن المعلمين هم من سيقدمون البرنامج، لابد من إطلاعهم على مكوناته وطريقة تطبيقه. وعلى بقية العاملين في المدرسة من غير هيئة التدريس أن يساندوا جهود المدرسة في التعامل مع التنمر؛ لذا لابد من وجود دورات سنوية لتدريب العاملين في المدرسة.
كما يجب تأسيس مجموعات نقاش خاصة بالمعلمين لتعزيز كفاءتهم ولتقوية دوافعهم، كي تقوم بمراجعة ومناقشة العناصر الأساسية للبرنامج.
التزامات فريق العمل:
- جميع العاملين: المشاركة في التدريبات.
- هيئة التدريس: علاوة على المشاركة في التدريب، يجب عليها قراءة ومعرفة دليل التنمر للمدرِّس وكتاب التنمر المدرسي، مع تخصيص وقت لعقد اجتماعات مع الطلاب في الصف في كل أسبوع.
- أعضاء لجنة تنسيق برنامج مكافحة التنمر: عقد اجتماعات تنسيقية شهرية مع مستشار البرنامج.
- قادة مجموعات النقاش للمعلمين: يحصلون على تدريب إضافي من قِبل مستشاري البرنامج قبل بدء المشروع.
- المنسق الميداني: يتم تعيين المنسق إما بنصف دوام أو بدوام كامل، بحسب حجم الموقع المراد تطبيق البرنامج فيه.
الإشراف على تطبيق البرنامج وتكامل أدوار المكافحة:
إن مراقبة تطبيق البرنامج يعتبر أهم عنصر في نجاحه. وفيها يتم استخدام القوائم والنماذج المختلفة لتقييم مدى التقدم في تطبيق البرنامج.
ثانيا: البرامج والاستراتيجيات العالمية المضادة للتنمر في المدارس:
يستعرض الكتاب في هذا الجزء النماذج العالمية لبرامج ووسائل التدخل لمكافحة التنمر، بالتركيز على أبرز البرامج الفعالة:
1) برامج التدخل المضادة للتنمر على مستوى المدرسة:
- برنامج المتنمر ضخم الجسم: وقد طبق في استراليا على طلاب المرحلة المتوسطة، وقام على الأسس التالية:
- حق كل شخص في أن يشعر بالأمان.
- حق كل شخص في الإفصاح عما يتعرض له.
في المرحلة الأولى ركز البرنامج على تحويل أي حدث فورا إلى المدير لاتخاذ إجراء فوري، وفي المرحلة الثانية بدأ تبني نهج الوساطة بين الطلاب في بداية المشكلة وقبل تطورها، وفي المرحلة الثالثة تم تغيير البرنامج من "المتنمر الضخم" إلى برنامج "المحافظين على السلام."
- برنامج الفناءات السعيدة والآمنة: طبق أيضاً في استراليا، واعتمد على عمل لقاءات تعريفية للآباء، وتم وضع قائمة بانواع التنمر المرفوضة في فناء المدرسة، مع تنظيم الرحلات الترفيهية لتشجيع التعاون وللمؤاخاة بين التلاميذ.
- برنامج الاعتماد على الشخصية 2000: وهو برنامج مبتكر لتعليم التصرفات الإيجابية ومجموعة القيم الإيجابية التي تتجاوز اختلافات الفكر والسياسة والنوع والعقيدة والثروة، والهدف منه:
- الارتقاء وتطوير الذات بعيداً عن الأنانية.
- تنمية النمو الأخلاقي والفكري والسلوكي بين الطلاب.
- تطوير العلاقات المعتمد على الاهتمام والمشاركة والعدالة.
وارتكز البرنامج على ستة عناصر أساسية، هي: الثقة والاحترام والمسؤولية والعدل والاهتمام والمواطنة.
- المنهج التعاوني وترسيخ القيم المنهجية: يرسخ منهج وقيم التعاون، ويزيد التفاعل الاجتماعي بين الطلاب ويزيدهم ثباتاً عاطفياً وثقة بالنفس وينمي الدعم المتبادل ويوسع دائرة رفض السلوك المتنمر.
- برنامج التربية الشخصية والتعليم الانفعالي الاجتماعي: وفيه يتعلم التلاميذ كيفية أن يكونوا مسؤولين وواعيين ومهتمين بالآخرين.
- برامج حل النزاع: تهدف إلى تدريب الطلاب على دراسة المشكلة وبحث أفضل الحلول السليمة، بتدريبهم على الحكم في نزاعات أقرانهم. فكلما مارس الطالب المدافعة عن حقوق الآخرين سيكون أبعد من التنمر ولن يقع ضحية له.
وتتمثل الخطوات الرئيسية لاستراتيجيات حل النزاع في الآتي:
- ويقوم كل طرف بوصف ما حدث وما يريد.
- يوضح كلا الطرفين ما يشعران به حيال ما حدث، والحلول التي يفضلانها لتسوية التراع.
- يدون الحكم الحلول المطروحة ومن ثم يساعد الطرفين في اختيار الأفضل.
- يساعد الحكم الطرفين على التوصل لتسوية متوازنة يقبلانها.
- يتابع الحكم تنفيذ الاتفاق.
- برامج التوسط بين الرفاق: تهدف إلى زيادة الثقة وتقليل الخوف وتعزيز التعاون في مواجهة القضايا وحلها. وفيها يتدخل حكم بين المتنازعين، لا يصدر حكماً ولكن يساعدهما على الوصول إلى الحل. هذا النهج يولد استعداد أكبر لدى التلاتميذ لمساعدة زملائهم في تجنب الصراعات. والقواعد الأساسية لحل الخلافات في هذه البرامج هي:
- الموافقة على حل الخلافات وتسويتها.
- قول الحقيقة.
- احترام الجميع.
- الإنصات دون مقاطعة.
- تحمل مسؤولية تنفيذ الحلول.
- مهنج الرعاية التربوية: يقوم المدرس بالدور الرئيسي فيه، بتسجيل الوقائع والإبلاغ عنها، والاستماع إلى طرفي التنمر، والتمييز بين الصادق والكاذب منهما؛ حتى لا تختلط الحقائق بين المعتدي والمعتدى عليه.
- الخطة التعليمية: تدخل أولياء الأمور: كلما زاد إدراك أولياء الأمور لخطورة التنمر؛ زاد تعاونهم مع المدرسة في إيقافه؛ بزرع الثقة في نفوس أبنائهم وتوفير الحماية والدعم اللازمين لهم، حتى لا يقعوا ضحايا، وبالتوبيخ والتعريف بعواقب التصرفات الهمجية والتحفيز على تركها، حتى لا يمارسوا التنمر.
- تحسين بيئة ملاعب المدرسة: إعادة تصميم وتنظيم ملاعب المدرسة يعزز العلاقات بين الطلبة ويبدد شعورهم بالملل.
- وسيلة الاهتمام المشترك: تهدف إلى إيجاد حل سلمي ينتهي بالتعايش ما بين المتنمر والضحية ويقوم على الاهتمامات المشتركة، من خلال ثلاثة مراحل:
- المرحلة الأولى: حوارات فردية مع كل المتورطين في التنمر.
- المرحلة الثانية: مواصلة الحوارات (3-5) دقائق مع كل تلميذ.
- المرحلة الثالثة: لقاء جماعي مع الجميع لمدة (نصف ساعة).
- طريقة "لا لوم": تهدف إلى التوصل إلى مساحة من الاهتمام المشترك بين المتنمرين وضحاياهم، بالخطوات التالية:
- الاستماع للضحية بعناية، وتدوين كل الحقائق.
- الانتباه إلى الأثر الذي خلفه المتنمر على الضحية، وحث الضحية على الإفصاح عنه كتابة أو بالرسم.
- عقد اجتماع لمن لهم صلة بحادثة التنمر (ستة أو سبعة كأقصى حد) من بينهم شهود لم يتدخلوا.
- تعريف المجموعة بالمشكلة التي يعاني منها الضحية دون لوم مع التأكيد على مسؤوليتهم في معالجة المشكلة.
- ترتيب لقاء فردي مع كل فرد من المجموعة على حده في غضون أسبوع لمتابعة المستجدات.
- العمل منذ البداية وحتى النهاية على تكرار أن من قام بالتنمر تلاميذ طيبون لكنهم أخطأوا وسيقومون بتصحيح سلوكهم.
- نشاط دائرة الجودة: فيه تقوم مجموعات صغيرة من التلاميذ بابتكار حلول جديدة للمشاكل الاجتماعية ومنها التنمر المدرسي، ومن ثم ترفعها إلى إدارة المدرسة. وبذلك يتعلم التلاميذ مهارات حل المشكلات وإحداث التغيير.
- برنامج المراقبة بالفيديو وبرنامج مراقبة التلاميذ: استخدام المراقبة بالفيديو يجبر المتنمر على ضبط سلوكه ومشاهدة أضرار تعدياته على الضحية. وقيام مجموعة من التلاميذ بدوريات مراقبة في المدرسة يحد من المشكلة أيضا.
- محاكم المتنمرين: يمثل التلاميذ محاكمة افتراضية يكونون هم جميع أطرافها ويتعلمون منها كيفية مواجهة التنمر.
- الحجرات الآمنة: تستخدم كآلية مؤقتة لإيواء الضحايا، حتى تتم مكافحة التنمر.
- صناديق التنمر: يكتب الطلاب ملاحظاتهم ويضعونها في صناديق مغلقة، وعلى المسؤول جمعها مرتين يومياً على الأقل وقراءتها وتحليلها والتدخل بناء عليها.
2) استراتيجيات التدخل المضادة للتنمر على مستوى الفصل الدراسي:
- المسرح والتمثيل: يساعد المسرح والتمثيل التلاميذ على فهم حياتهم والتفكير في الآخرين ومشاعرهم ويمكنهم من التعبير عن المشاعر الصعبة والمزعجة.
- القصص الأدبية: استخراج قصص من التراث الأدبي المحلي والعالمي تزيد الوعي بالتنمر.
- استراتيجية الحوار: مناقشة بهدف فهم المشكلة وزيادة الوعي.
- استراتيجية الفصل المحترم: تأسيس فصل قائم على الاحترام، بالاستفادة من المقترحات التالية:
- يُحكم المعلمون السيطرة على التلاميذ في الفصول.
- يوفر المعلمون بيئة صحية ونظيفة يحبها التلاميذ.
- يحترم المعلمون حقوق التلاميذ.
- يربي المعلمون تلاميذهم على الاعتماد على النفس والاستقلالية.
- يستعين المعلمون بأولياء الأمور في حل المشاكل.
3) استراتيجيات التدخل المضادة للتنمر على المستوى الفردي:
- برنامج "عبر عما في نفسك" وبرنامج "اجعل صوتك مسموعا".
- تدريبات التوكيد للتلاميذ ضحايا التنمر.
- مهارات التعاطف مع الآخرين والأخذ بآرائهم.
خاتمة:
من خلال البحث ظهر مدى وعي الدول المتقدمة بظاهرة التنمر وبأهمية وضع الخطط والبرامج المضادة للتنمر المدرسي، وبضرورة خلق بيئة إيجابية صحية مبنية على الاحترام المتبادل بين الجميع. وذلك عبر برامج تنوعت بين الوقائية والعلاجية.
والحقيقة التي يؤكد عليها البحث؛ أن نجاح البرامج التي تم ذكرها يتوقف على مدى الجدية في التطبيق والمتابعة والتعاون بين الأطراف ذات الصلة.