كيف نعلم الأطفال التعاون - الجزء الثاني

not_found

كيف نعلم الأطفال التعاون

تأليف: كلاوس فوبيل

ترجمة: عمار المير أحمد

الناشر: دار علاء الدين

تقديم:

في هذا الكتاب مجموعة من الألعاب والتدريبات المثيرة التي تساهم في تطوير ذكاء الطفل الانفعالي في بيئة تعاونية مع زملائه، بما يسهل عملية التعلم والتعليم لديه.

تأتي أهمية تعليم الأطفال التعاون استجابة لما نشهده من انشغال العائلة عن بعضها وانهماكها في العمل ووراء الشاشات وبُعدها عن الرياضة؛ الأمر الذي أثر سلبًا على سلوكيات الأطفال وجعلهم انعزاليين. وفي ظل اعتماد المعلمين والآباء غالبًا على القوانين الصارمة عند تعاملهم مع الأطفال، بدرجة تُفضي إلى نتائج سلبية وتجعل الأطفال يميلون إلى التمرد وتزيد من الحواجز بين الطرفين وتسبب مشكلات نفسية. وهنا تتضح أهمية وجود اهتمامات مشتركة تقرّب الطرفين من بعضهما.

ولتعزيز قيم التعاون لدى الأطفال يقترح الكتاب استخدام الألعاب الجماعية والتنشيطية، في المدارس لأنها البيئة المناسبة لتعليم الأطفال التعاون، وذلك لإرساء المفاهيم التالية:

  • حلل الموقف الذي تتعرض له قبل أن تتخذ القرار.
  • العلاقات مع الآخرين مهمة، ويجب المحافظة عليها.
  • شارك الآخرين أفكارك ومشاعرك.
  • لا تزعج الآخرين بالإساءة إليهم.
  • لا تهاجم الآخرين لو كنت متضايقًا من شيء ما.

فوائد الألعاب التنشيطية:

تنظيم الألعاب التنشيطية يحقق الكثير من الأهداف مع الأطفال، فهي تساعد الطفل على الشعور بالتوحد مع الآخرين، لأنها تنمي انتمائه للمجموعة، وتزيد تركيزه في دراسته، لأنه إذا فقد الشعور بالانتماء للجماعة سينعزل.

فالألعاب التنشيطية تمكن الطفل من تقوية قدرته على التحكم في حياته، فيعتز بتاريخه الشخصي، وينظر بأمل نحو المستقبل، ويتحمل الصعاب. وستجعله يظهر الاحترام للآخرين.

والألعاب التنشيطية تساعد الأطفال على التعاطف مع الاخرين والشعور بهم، وهذا يساعد على أن يكبر الأطفال وتنمو شخصياتهم مستقلة، ومدركة لأهدافها الخاصة، وقادرة على التعبير عن نفسها، ومتجاوزة لمخاوفها.

وعند اختيار الألعاب التنشيطية لابد من اختيار ما يساعد الطفل على المرح والضحك، وذلك لتفريغ الأحاسيس الفكاهية المكبوتة في داخله، فيبدأ عبر اللعب التمييز أكثر ما بين أوقات الجد والهزل، ومتى يجب أن نعمل ومتى يجب أن نلعب لنستمتع.

قد يرى البعض أن المدرسة وظيفتها تعليم الأطفال أكاديميا فقط، وهذه نظره لا تتناسب مع تزايد فيه دور التقنيات الحديثة على حساب العلاقات الاجتماعية، وما يُتوقع من المدرسة من دور في إعادة القوة لهذه العلاقات. فالألعاب الجماعية والتنشيطية في المدرسة تعلم الأطفال احترام الآخرين والتعامل معهم بإيجابية، والشعور بهم والتعاطف معهم، وتنمي فيهم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة لمواجهة كل ما يمرون به الان ومستقبلاً.

ألعاب تركّز الانتباه:

لعبة "الأصدقاء الصغار" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: التحدث بهدوء، والاستماع بانتباه.

الأدوات: دميتان أو ثلاث داخل علبة.

التعليمات: يقوم المعلم قبل بداية الدرس أو الحكاية، بتعريف الأطفال على الدمى الثلاث، وهي دمى ستشاركهم سماع القصة، ويخبرهم أن لها أذنين صغيرتين، ويزعجها الصوت العالي. يخرجها المعلم ويدع الأطفال يسلمون عليها بالهمس، إلى أن يجلس الجميع معها لسماع القصة. وهكذا عند بدء أي نشاط يتطلب التركيز والانتباه منهم، على الملعم تذكيرهم بأصدقائهم الصغار الذين يرغبون في المشاركة ولكن بهدوء.

لعبة "النجمة السحرية" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: الاستعداد للاستماع بكامل الانتباه.

الأدوات: نجمة من الكرتون، يلصق عليها قش، أو ترش بمسحوق ذهبي.

التعليمات: يقوم المعلم بهز النجمة السحرية، بافتراض أن عندها سر يجعل الجميع يهدأ ليستمع. ومن الممكن مشاركة الأطفال في هز النجمة على بعضهم البعض ليهدأوا.

لعبة "أنا أسمع جيداً" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تنشيط خيال الأطفال، وحثّهم على الاستماع.

الأدوات: عصابة للعيون.

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال إغماض عيونهم، والتنفس ثلاثاً، ومحاولة الاستماع لما يقوله. ويبدأ الملعم بتوجيه مخيلة الأطفال إلى افتراض وجود كلب مع مجوعة من الناس، ويحثهم على تخيل طريقة استماع الكلب لما تقوله المجموعة، ووضعية أذنيه عندما يرفعون الصوت أو يخفضونه. بعد ذلك يطلب منهم وضع أيديهم على أذنهم اليسرى للسماع باليمنى فقط، وبالعكس، ثم وضعهما على الأذنين معاً، حتى يدرك الأطفال أنهم يملكون أذنًا مرهفة يمكنها السماع والانتباه وإن كان الصوت منخفضاً.

لعبة "العصافير" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تعلم الإصغاء والتركيز.

التعليمات: يقلد الأطفال حيوانا معينا، وليكن العصفور أو القطة، يطلب الملعم من طفل تقليد الأب ومن آخر تقليد الأم، وأن يخرجا من الصف، ومن بقية الطلاب يتم اختيار خمسة باعتبار أنهم أبناء الطائرين، فيختبؤون بين زملائهم في الدائرة، وتدخل الأم وتبدأ بالبحث عن أبنائها الخمسة بتتبع أصوات الزقزقة أو المواء.

لعبة "أين أنا؟" (للأطفال من 8 سنوات):

الهدف: إثارة حب الاستطلاع، والاستماع بعناية، وتحسين الذاكرة البصرية.

الأدوات: ربطة للعينين.

التعليمات: يتم ربط عينيي أحد الأطفال ليقوم بدور المتحري، وينتشر بقية الأطفال في كل زوايا الغرفة، ويذكر المتحري اسم أحدهم، فيجيب الطفل بالطرق على شيء قريب منه كالطاولة أو الباب، ليستطيع المتحري تتبع الصوت لإيجاده، وعندها يبدأ طفل آخر بتمثيل دور المتحري.

لعبة "السمع الداخلي" (للأطفال من 8 سنوات).

الهدف: التأمل، الإصغاء، تمييز الأصوات.

التعليمات: يجلس الأطفال أو يستلقون باسترخاء تام، ويطلب منهم الملعم محاولة سماع صوت أجسامهم: كيف يتنفسون، صوت دقات قلوبهم، بطونهم، ثم وهم مغمضي العينين يطلب أن يستمعو لكل صوت خارج أجسامهم، وتحديد مصدره، ثم يطلب منهم إغلاق آذانهم لمنع الصوت الخارجي وللتركيز على أصوات اجسامهم الداخلية من جديد.

لعبة " الصاخب والهادئ" (للأطفال من 8 سنوات):

الهدف: تمييز الفرق بين الأصوات، والوقت المناسب للصخب وللهدوء.

الأدوات: ورقة وأقلام رصاص لكل طفل.

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال إغماض أعينهم والبدء في تخيل الأصوات الهادئة التي يذكرها لهم: صوت المطر على العشب، صوت خشخشة الأنفاس، صوت الحفيف. ويسألهم عن شعورهم وهم يسمعون هذه الأصوات الهادئة. وبعد فتح أعينهم يتركهم ليتحدثوا ويرسموا أصواتا هادئة مختلفة، ومن ثم إجراء ذات التجربة على الأصوات المرتفعة.

لعبة "الإحساس والنبرة" (للأطفال من 10 سنوات):

الهدف: تمييز الأطفال لنبرة صوت محدثهم، ودلالاتها.

التعليمات: يطلب الملعم من الأطفال محاولة نطق بعض الأحرف: أأأأأ، ييييي، ووووووو. مع الإحساس مرة بالخوف ومرة بالحزن ومرة بالفرح.

لعبة "موسيقى الأرض" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: التدريب على الاستماع الفعال.

الأدوات: شريط ألحان موسيقية هادئة.

التعليمات: يغمض الأطفال عيونهم، ويستمعون للموسيقى بكل حواسهم، وكأن أجسادهم آذانًا صغيرة تنتبه لكل تفاصيل الموسيقى، ويأخذون فاصلًا ثم يعودوا لسماع المقطوعة الموسيقية مرة ثانية، مع تخيل أنهم يتنفسون هذه الموسيقى.

لعبة "الجرس" (للأطفال من 8 سنوات):

الهدف: الاستماع بإصغاء لإدراك المحيط.

التعليمات: يأخذ المعلم الأطفال بمخيلتهم إلى مرج تحيطه الروابي والتلال الرائعة الجمال، يستلقي الأطفال ويغمضون أعينهم ويبدؤون بالتخيل: الهواء برائحة العشب والورود، فوقهم سماء زرقاء، إلى آخره من التفاصيل، إلى أن يسمعوا صوت جرس قادم من بعيد ويبدأ بالاقتراب أكثر وأكثر: هل يشعرون بالنشاط؟ هل يشعرون بالحماس؟ ثم يعودون إلى الصف أكثر نشاطاً بعد فتح أعينهم.

ألعاب تنمي الخيال:

لعبة " ماذا سيكون لو ..."  (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تنمية موهبة الإبداع، ومعرفة أحاسيس وآمال الأطفال.

التعليمات: يختار كل طفل الحيوان الذي يحب أن يكون هو، ويخرج أمام زملائه لتقليده والتحدث عنه، ومن ثم يجيب على أسئلة تبدأ بـ: ماذا لو؟

ألعاب تزيد الثقة

لعبة "القطار الليلي" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تنويع الخبرات بالاختلاط مع شخصيات متنوعة.

الأدوات: 6 أو 12 ربطة للعين، وثلاث قبعات.

التعليمات: يتخيل الأطفال أنهم قطار يريد أن يوزع الهدايا على أطفال في قرى صغيرة، فيقلدوا عربات القطار وهم مغمضي الأعين ماعدا من يقود القطار الذي يدلهم على الطريق، وتقوم مجموعة أخرى بتمثيل دور الأشجار، وعلى ثلاث منها قبعات، وتصدر أصواتاً مثل الشجر، ويجب أن يمر القطار بالأشجار التي ترتدي القبعة، إلى أن يصل إلى وجهته.

ألعاب تعزز التعاطف:

لعبة "الممثل" (للأطفال من 8 سنوات):

الهدف: العطف، والتقاط شعور الآخرين.

التعليمات: يتوزع الأطفال داخل الصف، ويطلب منهم المعلم أن يعبروا بأجسادهم عن شعور ما، مثلاُ الفضول: كيف تكون الجباه؟ كيف تكون حركة الأيدي؟ هل يمكن تمثيل ذلك برسم عبر أجسامهم؟ ثم الانتقال الى شعور وإحساس آخر، كما التماثيل يعبر الأطفال عنه من جديد.

ألعاب تعزز الانضباط الذاتي:

لعبة "الجمادات الناطقة" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: أن يشعر الطفل بأحاسيسه ويعبر عنها. واللعبة جيدة للأطفال الذين لا يجيدون التعامل مع انفعالاتهم، أو المائلين إلى العنف.

الأدوات: ورقة وقلم رصاص لكل طفل.

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال رسم شعورهم في اللحظة، باستخدام دوائر أو زخارف أو أي شيء آخر، ويتجول بينهم ليخبروه عن الإحساس المراد التعبير عنه، مع إمكانية كتابة اسم هذا الإحساس ومقارنته مع المشاعر المتشابهة في الرسوم، والتي لها نفس التعبير.

خاتمة:

هناك ألعاب أخرى كثيرة بالإمكان الرجوع إليها في الكتاب، وهي ألعاب مصنفة حسب الفئة العمرية لكل طفل، والسلوك المستهدف منها، على النحو الذي لخصناه.

الوسوم