كيف نعلم الأطفال التعاون - الجزء الأول

not_found

 

تقديم:

في هذا الكتاب مجموعة من الألعاب والتدريبات المثيرة التي تساهم في تطوير ذكاء الطفل الانفعالي في بيئة تعاونية مع زملائه، بما يسهل عملية التعلم والتعليم لديه.

تأتي أهمية تعليم الأطفال التعاون استجابة لما نشهده من انشغال العائلة عن بعضها وانهماكها في العمل ووراء الشاشات وبُعدها عن الرياضة؛ الأمر الذي أثر سلبًا على سلوكيات الأطفال وجعلهم انعزاليين. وفي ظل اعتماد المعلمين والآباء غالبًا على القوانين الصارمة عند تعاملهم مع الأطفال، بدرجة تُفضي إلى نتائج سلبية وتجعل الأطفال يميلون إلى التمرد وتزيد من الحواجز بين الطرفين وتسبب مشكلات نفسية. وهنا تتضح أهمية وجود اهتمامات مشتركة تقرّب الطرفين من بعضهما.

ولتعزيز قيم التعاون لدى الأطفال يقترح الكتاب استخدام الألعاب الجماعية والتنشيطية، في المدارس لأنها البيئة المناسبة لتعليم الأطفال التعاون، وذلك لإرساء المفاهيم التالية:

 حلل الموقف الذي تتعرض له قبل أن تتخذ القرار.

  • العلاقات مع الآخرين مهمة، ويجب المحافظه عليها.
  • شارك الآخرين أفكارك ومشاعرك.
  • لاتزعج الآخرين بالإساءة إليهم
  • لا تهاجم الآخرين لو كنت متضايق من شيء ما.

فوائد الألعاب التنشيطية:

تنظيم الألعاب التنشيطية يحقق الكثير من الأهداف مع الأطفال، فهي تساعد الطفل على الشعور بالتوحد مع الآخرين، لأنها تنمي انتمائه للمجموعة، وتزيد تركيزه في دراسته، لأنه إذا فقد الشعور بالانتماء للجماعة سينعزل.

فالألعاب التنشيطية تمكن الطفل من تقوية قدرته على التحكم في حياته، فيعتز بتاريخه الشخصي، وينظر بأمل نحو المستقبل، ويتحمل الصعاب. وستجعله يظهر الاحترام للآخرين.

والألعاب التنشيطية تساعد الأطفال على التعاطف مع الاخرين والشعور بهم، وهذا يساعد على أن يكبر الأطفال وتنمو شخصياتهم مستقلة، ومدركة لأهدافها الخاصة، وقادرة على التعبير عن نفسها، ومتجاوزة لمخاوفها.

وعند اختيار الألعاب التنشيطية لابد من اختيار ما يساعد الطفل على المرح والضحك، وذلك لتفريغ الأحاسيس الفكاهية المكبوتة في داخله، فيبدأ عبر اللعب التمييز أكثر ما بين أوقات الجد والهزل، ومتى يجب أن نعمل ومتى يجب أن نلعب لنستمتع.

قد يرى البعض أن المدرسة وظيفتها تعليم الأطفال أكاديميا فقط، وهذه نظره لا تتناسب مع تزايد فيه دور التقنيات الحديثة على حساب العلاقات الاجتماعية، وما يُتوقع من المدرسة من دور في إعادة القوة لهذه العلاقات. فالألعاب الجماعية والتنشيطية في المدرسة تعلم الأطفال احترام الآخرين والتعامل معهم بإيجابية، والشعور بهم والتعاطف معهم، وتنمي فيهم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة لمواجهة كل ما يمرون به الان ومستقبلاً.

ألعاب تعزز الشعور بالانتماء للجماعة:

لعبة "خيط العنكبوت" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: التعاون عن طريق التواصل، إظهار التماسك ومتانة الجماعة.

الأدوات: لفافة خيط.

التعليمات: يشكل الأطفال دائرة كبيرة، ويطلب المعلم منهم إمساك طرف لفافة الخيط، ويبدأ كل طفل بتمريرها لمن يليه، بشرط أن يتحدث من يمسك اللفافة عن نفسه أو عن شيء يحبه لمدة دقيقة، وإذا لم يرغب في التحدث يمرر اللفافة لمن بعده، إلى أن ينتهي الخيط ويكونوا قد كونوا شبكة عنكبوت.

يتحدث المعلم خلال ذلك عن أهمية العمل الجماعي كما في شبكة العنكبوت التي صنعوها، ويسأل الطفال عن رأيهم، ثم يطلب منهم بنفس الطريقة أن يرجعوا اللفافة إلى طبيعتها وفك الخيوط، ولأنها عند فك الخيوط ستتشابك في أكثر من مكان، يخبرهم المعلم أن هذا ما يحدث مع الجماعة إذ يصبح أعضاؤها أكثر ترابطاً.

لعبة "الهمس بالاسم" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تقارب الأطفال مع بعضهم وبناء علاقات ودية بينهم.

التعليمات: الجلوس على طاولات ومقاعد متباعدة تملأ الفصل بأكمله، يتجول طفل بين الأطفال ليهمس باسمه (أو بأي شيء آخر)، لمدة 2-3 دقائق، ثم يقوم غيره ليهمس بنفس الشيء، وعلى صاحبه أن يصححه له لو أخطأ، وهكذا...

لعبة "الاسم والحركة" (من 6 سنوات:

الهدف: تعزيز التعارف.

التعليمات: تجلس المجموعة دائرة كبيرة، ويقوم كل طفل بإخبار اسمه أو كنيته مع أداء حركة ما، وعلى الجميع تقليده وذكر اسمه.

لعبة "التعارف" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تنمية وتطوير علاقة التشارك والتعاون.

التعليمات: كل طفل يختار شريكه، يتحدثا بهدوء على انفراد للتعرف على بعضيهما (أين يعيش، عدد إخوانه، أصدقاؤه... إلخ)، ثم يجلس الجميع في دائرة، ليقوم كل طفل بالوقوف والحديث عن زميله.

لعبة "ماذا أحب أن أعمل؟" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: إظهار إمكانيات الأطفال الفنية والإبداعية.

التعليمات: يقوم كل طفل يتمثيل ما يحب فعله، ولكن بدون كلام، فيتابعه الأطفال بتركيز لفهم ما يريد إخبارهم، وبعد أن ينتهي يتكلموا بما فهموه لحل هذا اللغز، وتتم مناقشة إجاباتهم إذا كانت صحيحة أم خاطئة.

لعبة "جميعنا نتشابه في شيء ما" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: إظهار خصوصية كل طفل، وملامحه العامة التي توحده مع الآخرين.

الأدوات: ورقة بيضاء وقلم رصاص لكل طفل.

التعليمات: يجلس الأطفال في مجموعات (كل مجموعة من 4-5 أطفال)، ويكتبوا معاً الأمور المشتركة بينهم، (لديهم أخت، يحبون اللون الأزرق، والدتهم تعمل، وهكذا...) وذلك خلال 15 دقيقة، والفائز من يكتب صفات مشتركة أكبر.

لعبة "المجسمات" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تحسين قدرة التخيل البصري.

الأدوات: علبة كبريت لكل طفل.

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال وضع علب الكبريت على الأرضية لتشكيل مجسما كما يحبون، وعند الانتهاء يطلب منهم عمل المجسم بأجسادهم، بحيث يستلقون ويتلامسون بشكل منظم للحصول على الشكل، ومن ثم يطلب منهم حفظ مواقعهم ومواقع من بقربهم، قبل أن يقوموا، ثم يعودون لتشكيل المجسم من جديد.

لعبة "السيارات" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: تحفيز العواطف الإيجابية لدى الأطفال، وزيادة الثقة والتماسك.

التعليمات: يطلب المعلم من الأطفال تقليد السيارة، في مشيها أو تعطلها، ثم يطلب تشكيل فريق من اثنين لتقليد آلة أخرى، مثلاً الغسالة وحركتها، ثم تشكيل مجموعات من أربعة للقيام بنفس الشيء، ومحاولة جعل الأطفال يخمنوا ما هي من حركاتها، وفي النهاية يطلب منهم جميعاً تشكيل سيارة واحدة تتحرك، وكل واحد منهم يعتبر جزءًا فيها.

لعبة "هدير المحرك" (للأطفال من 8 سنوات):

الهدف: لعبة منشطة لتفريغ الطاقة.

التعليمات: يقوم الأطفال بمحاكاة سباق السيارات الحقيقي. يُطلب من أول طفل تقليد صوت محرك السيارة في السباق مع تحريك رأسه يميناً ويساراً، ينضم واحد واحد إليه بنفس الصوت وحركة الرأس، ثم ينتقلون لحركة المكابح، ولكل طفل الحق مرتان في إيقاف السيارات المتسابقة بإصدار صوت المكابح، وهكذا إلى أن ينتهي السباق.

لعبة "التشجيع(برافو)" (للأطفال من 8 سنوات):

الهدف: تآلف أعضاء المجموعة.

التعليمات: كما في السيرك أو المسرح، يطلب المعلم من أحد الأطفال الصعود على كرسي وسط الصف، ويقوم باقي الصف بالتصفيق له وتشجيعه بقوة، وتزيد متعة الطفال بالتشجيع كلما شاهدوا سعادة زميلهم الذي يقف على الكرسي.

ألعاب تعزز التواصل:

لعبة تمرير القناع (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: إتاحة الفرصة للأطفال للتصرف بعفوية مع المرح.

التعليمات: يجلس الجميع في شكل دائرة، ويبدأ الأول بافتعال تعابير على وجهه (ضحك، ابتسام، حزن، غضب)، ويتجه إلى جاره على اليسار ليرى وجهه، فيقوم جاره بتقليده للجار الذي يليه، وهكذا حتى تصل الحركة إلى آخر طفل، ثم نكررها على اليمين.

ألعاب تعزز الإدراك الحسي:

لعبة "الحقيبة السحرية" (للأطفال من 6 سنوات):

الهدف: فهم ما يريده الآخرون دون أن يتكلموا.

التعليمات: توضع حقيبة كبيرة وسط الدائرة التي يجلس فيها الأطفال، ويبدأ كل واحد منهم بإخراج الأشياء منها عبر المخيلة، بذكر طريقة استخدامها بالإشارة، ومن يعرف الشيء يقف دون أن يتكلم، وهكذا يستمر الطالب في إخراج الأشياء حتى يقف جميع الأطفال، وبعدها يتحدث كل واحد منهم عما رأى.

ألعاب تعزز التماسك الجماعي:

لعبة "أنت تعجبني" (للأطفال من 8 سنوات):

الهدف: تنمية مقدرة التواصل والتعبير عن المشاعر.

الأدوات: لفافة من الخيوط الصوفية الملونة.

التعليمات: يجلس الأطفال على شكل دائرة، ويبدؤون تشكيل شبكة العنكبوت، يمسك الطفل بطرف الخيط ويعطيه لآخر بشرط أن يخبره (أنت تعجبني لأنك....)، فيأخذها الثاني ليلفها على يده، وبدوره يعطها لمن يعجبه بنفس الطريقة.

ألعاب تنمي الوعي الذاتي:

لعبة "الجمادات الناطقة" (من 9 سنوات):

الهدف: تحسين مقدرة الأطفال على التخيّل والتفكّر والتحليل.

الأدوات: ورقة وقلم رصاص لكل طفل.

التعليمات: يكتب المعلم على السبورة مجموعات من مثل:

  • حذاء، خزانة، مشط.
  • سرير، تلفاز، صحن.
  • كرة قدم، لعبة، حيوان أليف.

ويطلب من الأطفال رسم ثلاثة منها، مع التحدث بالنيابة عنها، كأن يتحدث نيابة عن التلفاز: (شغّلني وسترى الكثير من الأشياء الممتعة).

خاتمة:

في الكتاب ألعاب أخرى كثيرة، وقد اقتصرنا في هذا الملخص على بعضها مع تنويع الأهداف والقيم. وعلى العموم، يعلمنا هذا الكتاب كيفية الاستفادة من الألعاب في الأدوار التربوية والتعليمية، بل وحتى في إرساء القيم.

الوسوم