معالجات التنمر المدرسي الخاطئة

لايوجد

معالجات التنمر المدرسي الخاطئة

 

إذا غضت الإدارة المدرسية الطرف عن التنمر أو لم تنتبه له أو أخطأت في تشخيصه؛ تصبح المدارس بيئة مثالية لتفشيه بين طلابها وتتحول إلى بيئة طاردة منفرة للطلاب.

وتبدأ مسؤولية الإدارة المدرسية من الاعتراف بوجود التنمر وعدم تجاهله أو إنكاره. فوجود التنمر أمر طبيعي في جميع المراحل العمرية، كما أنه لصيق بالتجمعات التفاعلية.

وفيما يلي نتناول أبرز المعالجات المدرسية الخاطئة في مواجهة التنمر:

  • التستر:

رغم إدراك غالب الإدارات المدرسية أهمية الشفافية والمصارحة مع أولياء أمور الطلاب؛ يتّبع البعض سياسة مخالفة إزاء ضحايا التنمر إذ يعمدون إلى التكتم على المشكلة خشية ردة الفعل السلبية المحتملة من الأسر.

وخطورة هذا التستر ليست فقط في سماحه بتمدد التنمر وانتشاره بين الطلاب الذين سيشعرون بتواطؤ الإدارة مع المتنمرين، بل في المساءلة القانونية إذا علِم ولي الأمر بهذا التكتم.

  • التجاهل:

يميل الإنسان إلى تجاهل المشاكل وغض الطرف عنها إذا كان محملًا بالأعباء ومثقلًا بالتكليفات مثل التي تثقل كاهل المعلمين في المدارس. وكلما كانت حوادث التنمر صغيرة أو لم تتطور إلى أزمات؛ تزداد احتمالات التجاهل.

هذا التجاهل بمثابة حضانة بيوض الثعابين! فالمشكلات الصغيرة وقود المشكلات الكبيرة، والشرر الذي لا يمكن ملاحظته اليوم قد يصبح حريقًا كبيرًا في الغد وتنتج عنه تأثيرات لا يمكن تداركها.

  • الإنكار:

تلجأ بعض الإدارات المدرسية أحيانًا إلى انكار وجود التنمر برمته داخل جدرانها. وهي بذلك تغالط نفسها إذ تنكر أمرًا لا تخلو منه مؤسسة تعليمية ولا يسلم منه تجمع طلابي. وقد يكون سبب الإنكار عدم امتلاك الإدارة المدرسية المعرفة والكوادر والأدوات الكافية لاكتشاف مثل هذه المشكلات.

ومما يجب الإقرار به أيضًا؛ أن مستويات التنمر تختلف من بيئة مدرسية إلى أخرى نسبة لتباين العوامل الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

  • التوصيف الخاطئ:

يطلق بعض الإداريين والمعلمين توصيفات لا تمت للتنمر بصلة، عن جهل أو بقصد التحايل لصرف النظر عن التنمر وتخفيف المشكلة.

وهنا يجب التأكيد على أن التنمر سلوك واضح لا تخطئه عين، ويتمثل في استخدام طالب ما قوته عن عمد بإفراط وتكرار ضد آخرين بغرض الإيذاء أو الإهانة أو العزل الاجتماعي أو كل ذلك.

ولعل ما يجعل البعض يخطئون في تشخيص التنمر اعتبارهم الاعتداءات التنمرية بين الأقران نوعًا من صراع الأنداد والأقران. ومما يعين على التفريق بينهما؛ النظر إلى توازن القوى. فإن كان أحد الطرفين أقوى من الآخر يكون هذا تنمرًا.

  • "الترضية" مقابل التنازل:

من أكثر الطرق السلبية في مواجهة التنمر المدرسي؛ "ترضية" الضحية مقابل تنازله عقاب المعتدي بافتراض أن ذلك يوازن الكفتين.

صحيح أن في إرضاء الضحية دعم نفسي له، لكن هذا حق وليس منّة، وعليه لا مجال لمبادلته بالعفو عن المعتدي.

إن دعم الإدارة المدرسية للضحية ومعاقبة المعتدي في نفس الوقت ترسخ لقانون يردع الجميع ويحفظ الانضباط داخل أسوار المدرسة.

الوسوم

آخر المقالات