كيف تواجه المتنمر
كيف تواجه المتنمر؟
التنمر ظاهرة اجتماعية سلبية يسعى من خلالها بعض المضطربين نفسيًا أو اجتماعيًا إلى إيقاع الأذى اللفظي أو النفسي أو البدني بأقرانهم في مسارات الحياة الطبيعية كالمدرسة والنادي والحي أو في الحياة الافتراضية على شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات الألعاب ووسائل الاتصال.
ومواجهة التنمر في مسارات الحياة الطبيعية تحتاج إلى ذكاء وحكمة مع بعض الشجاعة، فالمتنمر في النهاية ليس سوى شخص مرتبك يعاني ضغوطًا داخلية أو اجتماعية تدفعه إلى التصرف بهذا النحو للفت الانتباه أو لتفريع شحناته السلبية.
وعليه فإن المتنمر في الغالب يتراجع إذا استشعر فشل وسائله الاستفزازية في تحقيق أهدافها، ما يضطره إلى البحث عن ضحايا آخرين.
- انظر مباشرة في عيني المتنمر:
أكثر الخطوات فاعلية في مواجهة المتنمر أن تقف وقفة تكشف عن ثقتك في نفسك وإيمانك بقدراتك، كأن تقف مستقيم الظهر مرفوع الرأس، وأن توجه نظرك في عيني المتنمر مباشرة وبقوة وثبات؛ ليدرك أن تهديداته ومحاولاته لإضعافك لا تؤثر.
- كن شجاعًا لا وقحًا:
هناك فارق بين الشجاعة والوقاحة؛ فالأولى تعني دفاعك عن نفسك بكل الأدوات المشروعة، والثانية – الوقاحة – تعني تعديك على حقوق الآخرين دون مسوغ.
الشجاعة تعني أنك لا تستسلم لمحاولة المتنمر إظهار قوته عليك، أو فرض نمط معين على حياتك، أو منعك من ممارسة الأنشطة وتكوين الصداقات. والشجاعة تعني أيضًا استخدام عبارات قوية وجريئة توقف المتنمر عند حده، مثل: رأيك غير مهم، ابتعد عن طريقي، سأبلغ عنك.
أمّا الوقاحة فهي أن تغالي في الردّ على استفزازات المتنمر فترد –مثلًا-بالعنف البدني على إساءته اللفظية، أو تستخدم كلمات نابية وجارحة في الردّ على كلمات معتادة، أو تستخدم إشارات بذيئة عند مخاطبته.
- لا تنعزل:
احرص أن تكون أغلب الوقت في صحبة من تثق بهم، فالمتنمر كالذئب الذي يأكل من الغنم القاصية، والمتنمر يميل إلى ممارسة سلوكياته المؤذية على الأفراد المنعزلين لكنه يفكر ألف مرة قبل أن يتنمر على شخص ينتمي إلى مجموعة يمكن أن تدافع عنه وتتضامن معه.
- لا تشتبك:
في بعض الأحيان يكون الكلام أبلغ من أي فعل، فإذا ألقيت على المتنمر رسالة واضحة بجمل قصيرة ومفهومة وبصوت مسموع ومتزن دون انفعال، يكون هذا كافيًا ليرده عنك إلى الأبد.
احرص على التدرّب مع ذاتك أو والديك على كيفية مواجهة المتنمر، فذلك يُعزز ثقتك لخوض مواقف التنمر بثقة أكبر.
لا تشتبك في عراك مع المتنمر طالما لم يبدأ هو بذلك، واحرص أن توجه له رسالة لا لبس فيها عن رفضك لممارساته وعدم قبولك لها وأنك ستستخدم كل الطرق المتاحة لمنعه من التنمر عليك.
- اطلب المساعدة:
لا حرج أن تطلب المساعدة إذا احتجتها؛ فلكل إنسان طاقات وقدرات محدودة. وطلب المساعدة من الكبار مثل المعلمين والأسرة فعال جدًا في صرف هؤلاء المتنمرين عنك. بل عليك الوثوق أن طلبك المساعدة لا ينتقص من قدرك بين أقرانك ولا بين عائلتك، على العكس يعتبر إشارة على أنك تملك القدرة على موازنة الأمور واختيار الخيارات المناسبة في الأوقات المناسبة.