أصدقائي يتعرضون للتنمر، ماذا أفعل؟

لايوجد

أصدقائي يتعرضون للتنمر ماذا أفعل؟

 

عندما يتعرض أصدقاؤنا لمضايقات وسلوكيات مؤذية من أقرانهم؛ نشعر بالأسى نحوهم ونتمنى لو أنهم لم يخوضوا هذه التجارب المؤلمة! لكن المشاعر الطيبة وحدها لن تحلّ هذه الأزمة ولن تساعد كثيرًا في منع الضرر عمن نحبهم.

نحتاج دائمًا أن نتصرف بطريقة إيجابية، وأن يكون لنا موقف واضح من رفض هذه الممارسات بل وأن نقاومها لأجل تحجيمها ومن ثم القضاء عليها تمامًا.

نحن نرفض التنمر لأنه يترك آثارًا سلبية مريعة في حياة ضحاياه. فمن ناحية يفقد هؤلاء الضحايا الثقة في أنفسهم وفي المجتمع من حولهم، وتترتب على ذلك تغييرات كبيرة في مسار حياتهم، كأن ينصرفوا عن التحصيل والدراسة هروبًا من بيئة المدرسة أو أن يتحولوا إلى متنمرين، وبالتالي تتسع دائرة الأزمة وتطال أشخاصًا آخرين.

ومن ناحية أخرى قد تنتج عن التنمر أمراض نفسية وبدنية تؤثر في مستقبل من تعرضوا لهذه التجربة، فيشعر الواحد منهم بالخوف والقلق والاكتئاب الذي قد يُفضي في النهاية إلى الانعزال والوحدة.

إذن، ماذا يجب أن أفعل؟

التنمر اشبه بالأوبئة. فعندما يصل إليك تستطيع ايقاف انتشاره بالتصرف الإيجابي ضد التنمر والمتنمرين، والذي يجب أن يكون محكومًا بضوابط القدرة والاستطاعة، وأن يبدأ متدرجًا كأن تبدأ مع أصدقائك حملة للتوعية بمخاطر التنمر وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمعات مستغلًا في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والفاعليات المدرسية.

وإن كان من شيء تركز عليه هذه الحملات فليكن خطورة المشاركة في التنمر ولو رمزيّا؛ كالانضمام إلى مجموعات المتنمرين، أو مشاركة المواد المسيئة على الإنترنت، أو التفاعل بالإعجاب والتعليق على الصور والمنشورات الجارحة للأفراد والمجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي.

أما على أرض الواقع فيجب أن تكون مع اصدقائك ذوي الوعي مصدر حماية لضحايا التنمر، وذلك بالمدافعة عنهم وعدم الاستجابة لما يفرضه المتنمرون من قرارات تعزلهم اجتماعيًا أو نفسيًا. وربما عليك في بعض الأحيان أن تقدم النصيحة الهادئة الصادقة إلى المتنمر نفسه؛ فإذا لم يستجب لك تستعين بالمعلمين والأسرة.

ريما ترى أن الاستعانة بالمعلمين والأسرة وشاية بصديقك لكن ثمة اختلاف، فعندما نخبر عن شخصٍ ما كي يتجاوز مشكلة تؤذي الآخرين وتؤذيه أيضاً فذلك يصب في مصلحته ولن يُعتبر وشاية بل سعيًا لإيقاف الأذى.

وأنت تقاوم التنمر بهذه الإيجابية المحمودة تذكر أن نجاحك يرتكز بالأساس على تكوين بيئة مناهضة للتنمر ورافضة له. ويحدث هذا عندما تقتنع الأغلبية بضرر هذه الممارسة عليهم كأفراد ومجتمع. لذلك، فإن كلّ فرد جديد ينضم إلى حملتك لمناهضة التنمر يخصم من رصيد جمهور المتنمر الذي سيفاجئ يومًا ما أنه فقد هيبته وأن سلوكياته المشينة ما عادت تجذب إليه متفرجين جددًا، وأن تصرفاته صارت محط رفض الجميع، وعندئذ سيتوقف ويعود إلى صوابه.

 

الوسوم

آخر المقالات