دور المعلم في علاج التنمر داخل المدرسة

يؤدِّ المعلم دورًا كبيرًا في علاج ظاهرة التنمر؛ إذا كان واعيًا بالمشكلة وأسبابها وطرق التعامل السليم معها، لا سيما أن الأطفال يُظهرون في فعاليات الدراسة وما يلحق بها من أنشطة سلوكيات طبيعية غير مصطنعة تنتج عن التدافع والاختلاف البيئي والثقافي.
دور المعلم عند حدوث التنمر
إذا شاهد المعلم أو نُقلت إليه حادثة تنمر في أي مكان داخل المدرسة وجب عليه التحرك فورًا بمفرده أو بصحبة معلمين آخرين للفصل بين التلاميذ والتأكد من سلامة الجميع وعدم تجدد الاشتباك مرة أخرى.
كما لا بد أن يُظهر المعلم سيطرة حقيقية تردع المشاغبين عن الاستمرار، وتُطمئن الطلاب الضحايا والآخرين المتفرجين. إذ إنه من الضروري أن يشعر التلاميذ أن معلميهم يملكون حلولًا لمشكلة التنمر.
في نفس الوقت، يجب على المعلم الحرص على عدم إيذاء الطفل المُعتدِ وأن يتجنب إظهار سلوكيات عدوانية تجاه المتنمرين؛ حتى لا يُحسب ذلك تنمرًا من ناحيته فيقدم قدوة سيئة لطلابه. لذلك يجب أن يتعامل المعلم بحزم دون أن يتصرف تصرفات غير لائقة.
دور المعلم مع الطالب ضحية التنمر
يحتاج الطالب ضحية التنمر إلى معاملة تراعي احتياجاته النفسية. فقد يغلب عليه لحظة التنمّر شعور بالمهانة والضعف.
وهنا يظهر دور المعلم الواعي الذي يُشعر الضحية بالتقدير وبأن الأمر سيؤخذ على محمل الجدّ. لذلك يجب أن ينصت المعلم إلى الطالب بتركيز دون أن يحاول لومه على مشاعره أو حتى تعديلها وإنما عليه فقط إظهار التفهم الكامل لها.
ثم يأتي بعد ذلك دور بث الطمأنينة في نفسه الخائفة المذعورة والتأكيد على أن الطفل الآخر قد أخطأ في حقه وسوف تقوم الإدارة بدورها في ضبطه.
لا يقتصر دور المعلم على تهدئة الطفل ضحية التنمر فحسب ولكن يجب ايضًا أن يقوم برفع الوعي حول التنمر وأدواته. ومن ذلك إخبار الطالب أن غاية المتنمر أن يرى نظرات الخوف في نظر ضحاياه. بالإضافة الى إمداد الطفل بالكيفية الصحيحة للدفاع عن النفس والرد على المتنمر.
لاحقًا يمكن للمعلم أن يقوم بدور أكثر إيجابية بعقد جلسات مع الطفل لبحث أسباب المشكلة وطرق التخلص منها ولدفعه إلى مصارحة والديه وأسرته.
وتستمر متابعة المعلم للمشكلة مع الطفل ليعلِمه بالإجراءات التي قامت بها المدرسة تجاه المتنمر واعوانه وللتأكيد على أن السلوكيات المؤذية غير مرحب بها.
دور المعلم مع الطفل المتنمر
لا تقل أهمية دور المعلم مع الطالب المتنمر عن أهمية دوره مع الضحية. فالمتنمر ضحية أيضًا لظروف نفسية أو اجتماعية. ومن هنا فعلى المعلم أن يمنح المتنمر الفرصة الكاملة لرواية قصته ثم التثبت منها، فإذا كان الطفل مدانًا يقوم المعلم بشرح الخطأ له وإخباره أن هذه النوعية من التصرفات غير مقبولة تمامًا.
لاحقًا، يعقِد المعلم جلسات مع الطفل المتنمر لمناقشة الأسباب التي دفعته لمثل هذه التصرفات ويضع له خطة تحفيزية تشجعه على التخلي عن التنمر وترشده إلى الوسائل السليمة لتحقيق أهدافه. فإذا كان يطمح مثلًا إلى الزعامة يمكن إرشاده إلى المشاركة في الأنشطة المدرسية والانتخابات الداخلية.
ومن الضروري ربط نظام المكافآت المدرسية بتعديل السلوك، فلا يحصل الطالب على حصته من الأنشطة الترفيهية كالرحلات والمخيمات قبل أن يعدل سلوكياته الخاطئة.
وأخيرًا؛ يحتاج المعلم إلى الاستعانة بالمختص الاجتماعي أو النفسي للتواصل مع الأسرة وإجراء التدخل اللازم لمعالجة الأساليب التربوية والمشاكل الأسرية التي قد تكون الشعلة التي تولد منها لهيب التنمر، فالعمل التكاملي يعزز دور المعلم مع المتنمر وضحية التنمر.