كيف تصبح أقوى من التنمر
التنمر ظاهرة اجتماعية لا تقتصر على الأطفال والمراهقين وإنما توجد أيضًا بين الكبار، رغم أن لكل مرحلة عمرية صور تنمر خاصة بها.
والمتنمر في حقيقة نفسه شخص ضعيف يعاني أزمات نفسية تجعله يسعى لتعويض ضعفه بإيذاء الآخرين لفظيًا أو بدنيًا أو نفسيًا. وهذا أول ما يجب أن تعرفه عن المتنمر وتجعله محور تعاملك معه.
إذن يمكنك أن تحمي نفسك من التنمر إذا اعتقدت في داخلك أنك أقوى من هذا المتنمر ومجموعته، وأن لديك من الذكاء والكياسة ما يجعلك تكسب المواقف الصعبة والقلوب النافرة.
قناعات داخلية:
قبل أن تواجه المتنمر وسلوكياته المشينة يجب أن تواجه نفسك بعدة حقائق، وأن تُلزمها بعدة سلوكيات وأن تختبر بعض القناعات والمفاهيم، كما يلي:
- لا تصدق ما يقوله عنك المتنمر:
يلجأ المتنمر إلى إضعاف ثقة الآخرين في أنفسهم بنشر الأكاذيب والإشاعات حولهم حتى يتسرب إلى نفوسهم الضعف ويستسلمون لما يتناقله الناس عنهم. والحقيقة أن الانسان اعرف الناس بما فيه من نقاط قوة وضعف، وعليه ألا يتأثر بما يقال عنه.
فإذا اتهمك المتنمر ومن حوله بصفات سلبية تقدح في ذكائك أو كفاءتك أو قدراتك أو عائلتك، عليك إدراك أن هذا أحد الأسلحة التي يستخدمها لمحاربتك من الداخل. إنّه يريدك أن تعتقد الضعف في نفسك حتى يسهل عليه التنمر عليك.
ماذا عليك أن تفعل؟
إذا أثّر فيك كلام المتنمر؛ راجع ذاتك واسأل نفسك عن صفاتك الايجابية وإنجازاتك السابقة ومدى صحة كلام المتنمر، وارجع إلى أسرتك ووالديك وأصدقائك المقربين ومعلميك وصارحهم بتخوفاتك واسألهم عن صفاتك الجميلة التي يرونها فيك وما إذا كانت الصفات التي يطلقها المتنمر تنطبق عليك؟ ومن ثم ركّز على ما تعلمه من نقاط قوة في شخصيتك ولا تنشغل بنقاط الضعف؛ فلكل إنسان جوانب قصور وليس لأحد أن يفرض عليك وجهة نظر تجعلك أقل شأنًا من الآخرين.
- لا تغيّر شخصيتك:
إذا فكرت بعمق في سلوكيات المتنمر ستجد أنّه يتربص بالمختلف عنه سلوكيًا. أي إنه يبحث عن المتميزين لينال منهم. لماذا؟ لأنه يريد أن يزيحهم من المكانة التي وصلوا إليها، يريدهم أن يصبحوا متدنيين مثله وأن يتركوا أهدافهم الرائعة وأحلامهم القيّمة ليخوضوا معه سفاسف الأمور.
ماذا عليك أن تفعل؟
قال أحد الحكماء: "لا تسِر مع التيار ولكن كن أنت التيار". ويقصد أن يكون الإنسان متميزًا بسلوكيات وصفات دفع الآخرين إلى أن يكونوا معه لا أن ينجرف هو خلف كلّ توجه.
وقد سبقه النبي -صلى الله عليه وسلم-بنصيحة غالية قال فيها: "لا تكونوا إمَّعةً؛ تقولون: إن أحسنَ الناسِ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلمْنا، ولكن وطِّنوا أنفسَكم: إن أحسنَ الناسُ أن تُحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلِموا‘‘.
إذن، إذا استطعت أن تثبت على أخلاقك وسلوكياتك الحميدة ولا تتغير تحت تأثير التنمر، فثق أنك ستكون كالمغناطيس القوي الذي يجذب إليه الآخرين، وستكون مثالًا وقدوة ومصباحًا مضيئًا يهتدي به الحائرون.
- لا تفقد ثقتك في الناس:
المتنمر ومجموعته ليسوا كل الناس ولا يمثلون نسبة كبيرة منهم. إنهم مجرد قلّة قادتها ظروف اجتماعية ونفسية غير طبيعية إلى التصرف بهذه الطريقة المؤذية. كن دائما بعيدا عنهم:
أمّا عموم الناس فهم أخيار: يحترمون المختلف، ويقدرون المتفوق، ويعاملون غيرهم بالحسنى، ويعطون أصحاب الأخلاق القويمة والسلوكيات الصحيحة الاعتبار اللائق بهم. كن دائما معهم حتى تنعم بالأمن والسلام.