كيف يرهق التنمر نفسية أطفالنا
يخضع الطفل الذي يتعرض إلى التنمر إلى ضغوطات بالغة تترك آثارًا جد خطيرة على صحته النفسية وتهدد في بعض الأوقات حياته الاجتماعية.
ويعرف التنمر بأنه سلوكيات مؤذية لفظية أو بدنية أو اجتماعية تفرض على الطفل من قبل أحد أو مجموعة من أقرانه مما يشعره بالعجز وقلة الحيلة ويولد لديه مشاعر متنامية بالدونية واحتقار الذات.
يلجأ أغلب الأطفال إلى محاولة إخفاء ما يقاسونه من تنمر على أسرهم كي لا يسوء الأمر بالنسبة إليهم، لكن يمكن للوالدين والأشقاء ملاحظة التغييرات السلوكية المصاحبة لمثل هذه المحاولات والتي تظهر في هيئة الرغبة في الانسحاب من بيئة التنمر كالمدرسة أو النادي أو جماعات الأقران، وكذلك العزوف عن الطعام واضطرابات النوم وغير ذلك مما يمكن تمييزه كتصرفات غير معتادة.
يترك التنمر بصمته السلبية على نفسية الطفل على المدى القصير وإذا لم تنجح الأسرة في علاج هذه الأزمة قد تصبح تلك البصمة دائمة في حياة الطفل.
الآثار السلبية قصيرة المدى للتنمر
رغم أن الأطفال يختلفون فيما بينهم في طريقة التعامل مع الآثار السلبية للتنمر حسب ظروف البيئة والتهيئة الأسرية والصفات الشخصية للطفل لكن هناك بعض المظاهر الشائعة مثل:
- العزلة
يميل الأطفال الذين يتعرضون للتنمر إلى الانسحاب من الحياة العامة والمسارات اليومية التقليدية تجنبًا لمواجهة مجموعة المتنمرين أو اتقاء لمشاعر الرفض والسخرية التي خلفتها أفعالهم.
في مثل هذا الظرف يفضل الطفل البقاء في المناخات المأمونة مثل البيت، وفي حضن الأسرة والأشقاء، فيضعف متعمدًا علاقاته الخارجية مفضلًا الانزواء قدر الإمكان.
- اضطرابات النوم
يمثل النوم صندوق الأسرار الذي تختبئ في داخله المشاعر الواعية وغير الواعية، فإذا لاحظت أن أحد ابنائك يعاني من تغير في عادات النوم الرتيبة مثل الإفراط في النوم أو السهر أو الكوابيس أو غير ذلك فربما توجب عليك أن تبحث في الأسباب خلف الأمر.
- ضعف التحصيل الدراسي
ربما يعتبر ضعف التحصيل الدراسي من أشهر الآثار النفسية السلبية للتنمر وأكثرها ذيوعًا، فالطفل الذي يخضع للتنمر يفقد الرغبة في الانتماء إلى المدرسة ويستثقل الأوقات التي يقضيها هناك، وغالبًا ما يصاب بالشرود وضعف الانتباه والسرحان لفترات طويلة وهذا كله يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي المفاجئ.
- اضطرابات نفسية بدنية
عندما يعجز الطفل عن مواجهة المشاعر السلبية للتنمر وما يصاحب ذلك من مشاعر بالدونية واحتقار الذات يتصرف الجسم على نحو غير إرادي، فيكثر الطفل من الشكاوى المرضية غير المبررة التي قد يعجز الأطباء عن تحديد أسباب عضوية لها.
من أشهر الأعراض البدنية النفسية التي قد يشكو منها المتعرضون للتنمر الصداع وآلام المعدة وآلام العضلات والقيء والتبول اللاإرادي كما قد يُعاني من صعوبات النوم والكوابيس المزعجة بالإضافة لاضطرابات الأكل.
سرعة تحديد الآثار السلبية لمشكلة التنمر وحسن التعامل معها وفق المشورة الطبية المتخصصة، مع حلّ الأزمة تمامًا مع المؤسسة المعنية يضمن ألّا تتطور التداعيات فتصبح أمراضًا نفسية مزمنة تصاحب الطفل طوال حياته.