كيف نعالج ظاهرة التنمر المدرسي

لايوجد

 

تعد المدارس من المسارات الحياتية الأكثر زخمًا بالتنمر نتيجة للاحتكاك اليومي بين الأطفال وبعضهم أو بين المراهقين وأقرانهم مع وجود مناخ مهيأ لبروز الاختلافات الثقافية والعرقية والعقدية والتباين في نقاط القوة والضعف.

ولمّا كان الدور التربوي للمعاهد العلمية لا يقل بحال عن دور الأسرة كمؤسسة أولى فإن ذلك يدعونا إلى التعريف بظاهرة التنمر المدرسي وأسبابها وطرق التعامل معها.

أولًا: الفئات الأكثر استهدافًا

يحدث التنمر المدرسي بشكل فردي كأن يتوجه فرد واحد بسلوكيات مؤذية لفظيًا أو بدنيًا أو اجتماعيًا نحو فرد آخر، وقد يحدث جماعيًا عندما تتنمر مجموعة ضد فرد أو مجموعة أخرى.

في كل الأحوال يستشعر المتنمر/المتنمرون أنهم اقوى من هؤلاء الضحايا الذين يكونون في الغالب من فئات مختلفة مثل :

  • المتفوقين دراسيًا

وهنا يحاول المتنمر تعويض الانتباه والتقدير الذي يحظى به النابهون علميًا دونه، وذلك بالتقليل من شأنهم بالإهانة والتعنيف أو بفرض عزلة اجتماعية مستغلًا رهبة الآخرين منه.

  • الانطوائيين

الطلاب الذين يميلون إلى العزلة والوحدة ويتسمون بالانطوائية وعدم الرغبة في تسليط الضوء عليهم يكونون أكثر عرضة من غيرهم للتنمر، إذ أن المتنمر يشعر بالأمان لأن هؤلاء لن يردوا عنفه بعنف ولن يشكوه.

  • المختلفين

يخضع المختلفون ثقافيًا أو عقديًا أو اجتماعيًا لأنماط متعددة من التنمر ربما يكون من أكثرها شيوعًا التنمر الاجتماعي بفرض عزلة عليهم ومنع الآخرين من التعامل معهم.

ثانيًا: دوافع التنمر

ينطلق المتنمر من دوافع داخلية وخارجية بعضها خارج عن إرادته تمامًا مما يجعله ضحية هو الآخر في كثير من الأحيان لا سيما إذا راعينا عدم اكتمال البناء النفسي والعقلي للطفل أو المراهق في هذه الفترة العمرية.

ومن أشهر دوافع التنمر:

  • المشكلات الأسرية

بعض المشكلات الأسرية مثل الطلاق والانفصال والعنف المنزلي وبطالة معيل الأسرة تصبح دافعًا قويًا للطفل لممارسة سلوكيات عدوانية تتوجه بالأساس نحو الفئات الأضعف من حوله.

  • التنمر السابق

عندما يتعرض الطفل للتنمر فإنه يسعى لمعادلة مشاعر الضعف والهوان والدونية التي شعر بها بتبادل دور الضحية مع آخرين فيسعى إلى ممارسة التنمر بغرض التخلص من هذه المشاعر السلبية.

  • انتشار ثقافة رفض المختلف

يعاني الأطفال في البيئات والمجتمعات التي تسود فيها ثقافة عدم احترام المختلف من تفشي الأمثلة السلبية من حوله مما يجعله يتقمص أدوار الأكبر سنًا الذين يسخرون أو ينكلون بالمخالفين.

  • الرغبة في التأثير

في بعض المراحل العمرية خاصة مرحلة المراهقة يميل المراهق إلى لفت الانتباه وتسليط الضوء عليه ولو بشكل سلبي ليحظى ببعض الاهتمام.

  • انتشار ثقافة العنف

مع التطور المحموم لألعاب العنف والقتال أصبح الإيذاء مهمة يومية يمارسها الأطفال والمراهقون على جوالاتهم الحديثة وحواسيبهم متفاخرين بأعداد من قتلوهم افتراضيًا، وهذا كله يغذي السلوكيات السلبية تجاه الآخرين لا شعوريًا.

كيف تعالج مؤسسة المدرسة ظاهرة التنمر؟

يقع على إدارة المدرسة الدور الأهم والأكبر في علاج ظاهرة التنمر داخل وخارج جدرانها، إذ يجب أن يكون للمؤسسة سياسة واضحة تجاه التنمر ينتج عنها حزمة من القوانين والضوابط الحاسمة لمواجهة المتنمرين.

بالإضافة إلى ذلك فإننا لا نغفل الشق الخاص بالأدوار الوقائية مثل تفعيل دور الرقابة، وصناعة برامج تستوعب طاقات الطلاب وتعزز من قيم التعاون والقبول.

دون أن يعني ذلك أن تغض المدرسة الطرف عن دورها في العلاج النفسي والمجتمعي للضحايا والمتنمرين وذلك بالاستعانة بالإخصائيين النفسيين وبالتعاون مع الأسر ومؤسسات المجتمع المدني.

الوسوم

#

آخر المقالات