كيف تحمي طفلك من التنمر الإليكتروني
تتطور المشكلات النفسية بتطور وتعقد الحياة من حولنا، وما كان ينظر إليه بالأمس على أنه أزمة أصبح الآن في ظل المستحدثات الجديد والتقنيات محنة هينة.
وإذا كان التنمر ظاهرة قديمة قدم الإنسان نفسه فإن الطفرة التي شهدتها وسائل التواصل والمسارات الافتراضية الجديدة التي يتواجد فيها الأطفال والمراهقون قد زادت من حدة المشكلة، وأصبح لزامًا على الوالدين أن يتعاملا مع تحديات غير تقليدية مثل التنمر الاليكتروني.
ويقصد بالتنمر الإليكتروني تعرض الطفل إلى سلوكيات مؤذية لفظيًا أو نفسيًا أو اجتماعياً عبر الجوالات والحواسيب ومواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الألعاب الرقمية.
وخطورة هذا النوع من التنمر أنه غير محدودة البيئة؛ إذ يمكن لصورة مسيئة أو شائعة مغرضة أن تنتشر على نطاق واسع وفي زمن قليل، لكن الأكثر خطورة أن المتنمر الإليكتروني قد يختبئ خلف شاشته فلا تعرف هويته ومن ثم يظل مجهولًا لا يمكن السيطرة عليه أو معاقبته وردعه.
وهذا كلّه يحفز الأسرة على أن تلم بالوسائل والأدوات الفعالة للحماية من التنمر الإليكتروني عبر متابعة أحدث ما ينشر حول هذه الموضوع.
الوقاية خير من العلاج
الخطوة الأولى والأهم لتجنب الآثار السلبية للتنمر الإليكتروني غرس بعض المفاهيم وتعليم بعض المهارات المتعلقة بالتنمر الإليكتروني مما يجعل من الطفل خط الحماية الأول لنفسه.
أهم هذه المفاهيم التي يجب غرسها التنفير من التنمر الاليكتروني وتعريف الطفل أن التفاعل مع المواد المسيئة للغير بالنشر أو التشارك أو الإعجاب أو التعليق يندرج تحت اسم التنمر.
ثم يأتي دور المهارات اللازمة مثل عدم مشاركة المعلومات الخاصة بالطفل والعائلة، وعدم ذكر المواقف السلبية ونقاط الضعف على مواقع التواصل، وعدم إضافة الغرباء إلى قوائم الأصدقاء وكذلك عدم التحدث إليهم في غرف الدردشة.
انتبه لعلامات التنمر الإليكتروني
الخطوة الثانية للحماية من التنمر الإليكتروني تتطلب يقظة الأسرة والوالدين خاصة لاكتشاف العلامات الشائعة التي قد تدل على أن طفلهم عرضة لسلوكيات مؤذية باستخدام وسائل التواصل الحديثة وأشهر هذه العلامات هي:
- رغبة الطفل المفاجأة في التوقف عن استعمال الجوال والحاسوب
- تراجع المستوى الدراسي وضعف التحصيل العلمي
- الميل إلى العزلة والانسحاب من المواقف الاجتماعية
- التوتر عند وصول اشعارات الهاتف أو الجلوس على الحاسوب
- إغلاق حسابات التواصل الاجتماعي دون مبرر مقنع
- الحرص على استخدام الجوال والحاسوب بعيدًا عن رقابة الأسرة
العلاج
إذا حدث أن وقع الطفل ضحية للتنمر الإليكتروني فثمة خطوات يجب اتخاذها فورًا منها ضرورة ’’جمع الأدلة‘‘ على المتنمر بتصوير العبارات المسيئة أو التهديدات أو الصور التي يستخدمها لتهديد الطفل، ثم التحدث مع طفلك لمعرفة ملابسات ما حدث والتأكد من أنه لم يتعرض لابتزاز أو إيذاء بدني.
إذا كان المتنمر معروفًا للأسرة فيجب عندئذ التواصل مع والديه بهدوء ودون استفزاز مع تقديم الأدلة التي سبق جمعها، وإدارة الأزمة في تكتم حرصًا على سمعة الطفلين، أمّا إذا كان الفاعل مجهولًا فينصح بحظره من هذه المواقع والتواصل مع إدارة التطبيقات والمنصات أو الأجهزة المعنية إذا لزم الأمر.