ابني متنمر ماذا أفعل؟

لايوجد

 

التنمر على الغير ظاهرة سلبية كلا طرفيها خاسر، إذ لا يعتبر الطفل الضحية هو المتضرر الوحيد من السلوكيات المؤذية وإنما يقع جزء كبير من الأذى النفسي والاجتماعي على المتنمر أيضًا، ومن هنا وجب النظر إلى الطفل المتنمر على أنه ضحية تستحق العلاج والرعاية النفسية والاجتماعية.

لماذا يتنمر أطفالنا؟

خلف كل سلوك غير سوي توجد العديد من الدوافع بعضها يكون ظاهرًا يمكن رؤيته للجميع لكن البعض الآخر يحتاج إخصائيًا نفسيًا للغوص في أعماق الطفل واكتشافه.

بشكل عام تقف بعض الأسباب الرئيسية وراء تنمر الأطفال وميلهم إلى ممارسة سلوكيات مؤذية لفظيًا أو بدنيًا أو اجتماعية على أقرانهم ومن أشهرها:

  • جذب انتباه الآخرين

عندما يعاني الطفل من تجاهل داخل الأسرة أو المدرسة لصالح بعض الأقران لتميزهم العلمي أو الرياضي أو لوجود ميزات أخرى فإنه يسعى لاكتساب مكانة تعويضية ترضي رغباته وتشعره بوجوده ولو بشكل سلبي.

وهنا غالبًا ما يتوجه تنمر الطفل إلى هؤلاء الأقران المختلفين فينتقص منهم بإطلاق الإشاعات أو الإهانات اللفظية أو الاعتداء البدني ليثبت لمن حوله – حسب اعتقاده – أنهم غير جديرين بهذا الانتباه.

  1. التعرض للتنمر سابقًا

تشير أغلب الدراسات أن الأطفال المتنمرين كانوا ضحايا للتنمر سابقًا، وأن محاولتهم للتنمر ليست سوى رغبة في تبديل دور الضحية بدور المتنمر تخفيفًا للضغوط الداخلية التي عاني منها الطفل من قبل.

في مثل هذه الحالات يتجه التنمر إلى الفئات الأضعف حول الطفل، فقد يتنمر على إخوته الأصغر في البيت أو أقرانه المختلفين ومن يعانون من إعاقات بدينة أو مشكلات في النطق أو قصور في النظر.

  • العنف المنزلي

العنف يولد العنف هذه قاعدة ثابتة؛ فالطفل الذي يقع ضحية العنف المنزلي مباشرة كأن يكون هو ضحية عنف أحد الوالدين أو بطريقة غير مباشرة عندما يرى أحد أفراد أسرته يتعرض للإيذاء البدني فإنه يكتسب هذه السلوكيات غير السوية ويسعى إلى تطبيقها خارج المنزل.

  • الانتماء

الانتماء إلى جماعات الأقران والأصدقاء خصيصة من خصائص بعض الفترات العمرية لا سيما فترة المراهقة التي تمثل فيها جماعة الأصدقاء المرجعية الأولى للمراهق.

إذا انضم ابنك إلى جماعة متنمرة فإنه سيضطر إلى مشاركتهم سلوكياتهم المؤذية للغير للحفاظ على تقدير أقرانه والبقاء على مكانته داخل المجموعة حتى وإن فعل ذلك عن غير اقتناع.

كيف نعالج التنمر؟

يبدأ علاج التنمر بفتح مساحات للطفل بالتعبير عن نفسه، وهنا يجب أن يتحول دور الوالدين من كونهم آلة لإلقاء الأوامر والتوجيهات إلى أذن تسمع وتصغي لما يقوله الأبناء.

بالإصغاء إلى اطفالنا سيتكشف لنا – غالبًا – الدوافع التي تقودهم للتنمر وسوف يسهل علينا علاج هذه الدوافع بغرس القيم المضادة أو تعديل المفاهيم وتصحيح الصور الذهنية.

وأنت تعالج طفلك من التنمر تجنب قولبته ووصمه بصفات سلبية كأن تطلق عليه ألقابًا سيئة أو تغرس في ذهنه أنه خلق هكذا عنيفًا ومؤذيًا .. وتذكر أنك عندئذ تتنمر ضده!

 

الوسوم

#

آخر المقالات